تراشق العلمــــاء


تراشق العلمــــاء



[ALIGN=CENTER]تراشق العلمــــاء

نشرت صحيفة عكاظ قبل مدة مقالاً مطولاً وغنياً للشيخ أحمد الغامدي رئيس هيئة مكة المكرمة تحدث فيه عن مفاهيم الاختلاط والخلوة والحجاب والجلباب مدعماً آراءه بالآيات الكريمة مع تفسيرها المتفق مع مدلولات الشريعة واللغة ـ حسب رأيه ـ وبالأحاديث الصحيحة الواردة في صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرهما واستفاض في الشرح مبيناً وجهة نظره الفقهية وما ذهب إليه ، ولست هنا بمقام من يناقش ما أورده الشيخ إذ يحتاج ذلك إلى عالم متخصص ومتبحر في علوم الشريعة بمستوى الغامدي لينقض الحجة بالحجة والدليل بدليل أصح أو أقوى منه وليوجه الأدلة إلى وجهتها الصحيحة إن كان في كلام الرجل من خلل ، لكن ذلك لم يحدث بشكل مقنع ـ على الأقل فيما قرأت مما نشر عبر الصحافة ـ [COLOR=blue]وبدلاً من الحوار العلمي الفقهي الرفيع الذي يعتمد الدليل والحجة ويحترم المقابل ويبحث عن الحقيقة كما هو شأن العلماء وكما هو المتوقع منهم ، وجدنا تراشقاً وهمزاً بين من يدّعون أنهم طلبة علم شرعي لا يليق بالجهال فضلاً عن العلماء والحكماء ، فمن طاعنٍ بنيّة الرجل ومقصده ، إلى آخر مشككٍ في علمه ومنهجه إلى من يكيل التهم ويسرف في السباب ، وكل ذلك لا يعالج الأمر ولا يقضي المصلحة إنما ينتقص من هيبة واحترام علماء الدين ، كيف وبعضهم يسب البعض الآخر ويتهمه ويجهل عليه وهم قد نهلوا من معين واحد وتخرجوا من كليات متشابهة تدرس ذات العلوم وذات الأصول ، أما كان الأولى بالمعارضين وقد ساق الرجل حججاً علمية أن يناقشوا الحجة بالحجة والدليل بالدليل ليتضح للناس الحق وليتبين سبيل الرشاد[/COLOR] ، أليس هذا واجبهم الذي أوصاهم الله به ، ألم يرشدنا ربنا ” ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ” ، أليس العلماء أولى بالقدوة الحسنة والظن الحسن ، ببعضهم على الأقل !! ، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون صراع تيارات وتناحر أشخاص ،[COLOR=blue] على كل حال السباب لا يقيم الحجة ولا يقنع المجتمع المتعلم ، والتهويل وافتراض سوء النية لدى المقابل لم تعد تنطلي على الناس بعدما اطلعوا على المدارس المختلفة وأنصتوا للآراء المتعددة التي تعرضها عليهم الفضائيات ليل نهار فلا يدل السباب والطعن في النوايا على أكثر من فساد المنطق وإفلاس الحجة .[/COLOR]
[COLOR=firebrick]سعيد شهاب[/COLOR][/ALIGN]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com