حتى لا تموت هذه الحرف وتلك المهن


حتى لا تموت هذه الحرف وتلك المهن



[ALIGN=CENTER]حتى لا تموت هذه الحـِرف وتلك المِهن
وحتى يكتسبها أبناءنا ويورِّثوها

عندما نقرأ في الكتب المدرسية أن من أعمال السكان في المملكة العربية السعودية الأعمال اليدوية والحرف نلتفت يميناً وشمالاً فلا نجد في منطقتنا في الحدود الشمالية أعمالاً وحرفاً يدوية رغم وجود أصحاب مهن وحرف من الرجال ومن النساء وهنا لابد لنا أن نتساءل :
أين هذه الحـِرف وتلك المـِهن التي نقرأ عنها ؟ وأين أصحابها ؟ وما هي الحـِرف والمـِهن التي يجيدها أهل الشمال ؟
إن منطقتنا منطقة الحدود الشمالية تزخر بالطاقات وبأصحاب الحرف والمهن وبأصحاب المهارات التي تجعلهم قادرين على العمل بعدة مِـهن فقط يُحتاج إلى من يُعيد اكتشافهم ويتبناهم ويصقلهم من جديد ومن يحْصُـر هؤلاء ويوفر لهم كل متطلبات هذه المـِهن وهذه الحِـرف والتخصصات من أدوات وخامات ومقرات يمارس فيها أصحاب هذه الحـِرف حرفهم .
نعم لدينا حرف يدوية يجيدها أهلنا في المنطقة الشمالية كالمنسوجات والنسيج ( التطريز ـ الخياطة ـ أعمال بيوت الشعرـ أعمال الخيام ) و الدباغة وصناعة الجلود ( كـقربة الماء ـ الصميل ) وصناعة الفخار، و الخصف وغيرها الكثير ، ولكننا لا نراها ظاهرة للجميع ولا نعرف من يمتهنها والسبب قد يكون معلوماً للبعض ولكنه مجهول للكثير ولهذا تأتي أهمية وضرورة وجودها ووجود من يعمل بها بيننا .
ومن أهميتها وضرورتها نذكر ما يلي :
1. أنها تعتبر موروثاً و تراثاً وطنياً واجتماعياً يجب المحافظة عليه .
2. أنها تـُعرف الجيل القادم بالحرف والمهن التي كان يجيدها و يتميز به أهلنا في السابق .
3. أنها تقي صاحب الحرفة من السؤال وتدر عليه ، بل أنها قد تفتح له باب الرزق وتجعله مكتفياً مالياً .
4. أنها تبقى وتستمر وتدوم وتحفظ من الاندثار من خلال توارث هذه المهن من شخص إلى آخر .
5. أنها تساعد على فتح المجال للكثير من الشباب وتساعدهم امتهان حرف جديدة .
6. أن نـُعلم بـِها من يجيدها سواء بالتخصص أو بالتدريب .
وما أظهر هذا الموضوع هو مشروع وبرنامج ( الأسرة المنتجة ) والذي تبناه الضمان الاجتماعي والذي أظهر لنا العديد من الأسرة التي لديها مـِهن وحـِرف تجيدها وأظهر لنا ما تجيده هذه الأسر من حـِرف والذي فتح المجال أمام هذه الأسر من خلال ما تتخصص به كل أسرة وجعلها تدر على هذه الأسر مالاً جعل لها مصدر دخل .
لكننا الآن وجدنا أن بعض حـِرفنا وبعض المهن التي كان يتميز بها أهلنا في السابق يمتهنها غيرهم بل أن هذه الحـِرف صارت مهنة لبعض العمالة من غير العرب والتي أصبحت مـِهناً خاصة لهم والسبب هو ترك أصحاب هذه الحرف لها لعدم جود ما يدعوهم للاستمرار بها .
ومن هنا فإني أؤكد على أن ( اليد العاملة ثروة ) بل ثروة غالية والموهبة والمهارة قد تموت عند صاحبها إذا لم تكتشف ولم تصقل وتنمى
من هنا فإني أنادي وأطالب كل الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة ( أمانة المنطقة ــ لجنة الأهالي ــ الآثار والمتاحف وغيرها ) أن تنتبه لهذا الأمر وأن توليه الاهتمام اللازم ، وأن يتم حصر أهل هذه المـِهن وهذه الحـِرف اليدوية ويتم تبنى هؤلاء وتوفير كل متطلبات هذه المهن والتي تفيد صاحب المهنة وتفيد المجتمع ، وبالتالي نشاهد أصحاب هذه الحرف يمارسون حرفهم ونرى هذه الحرف التي كان عليها آباءنا وأجدادنا ونرى أبناءنا يعملون فيها ويكتسبوها و يحافظون عليها لتستمر تراثاً لنا وحتى لا تموت هذه الحـِرف .[/ALIGN]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com