فاتنات ثائرات 3-3


فاتنات ثائرات 3-3



[SIZE=4][B]” [COLOR=blue]غزالة الحرورية[/COLOR] ”
من النساء الثائرات غزالة الحرورية الزعيمة الثائرة امرأة الزعيم الخارجي شبيب بن يزيد بن نعيم الشيباني الحروري: كانت من شهيرات النساء في الشجاعة والفروسية. ولدت في الموصل، وخرجت مع زوجها على عبد الملك بن مروان على ما قيل سنة 76 هـ، أيام ولاية الحجاج في العراق، فكانت تقاتل في الحروب قتال الابطال.

قال أيمن ابن خريم:
[COLOR=blue][ALIGN=CENTER]أقامت غزالة سوق الجلاد** لأهل العراقين حولاً قميطا[/ALIGN] [/COLOR]
أي عاماً كاملا.

[COLOR=darkred]والحرورية طائفة من الخوارج[/COLOR] سموا بذلك لانحيازهم لبلدة حروراء وتجمعهم بها.
وأشهر أخبار غزالة فرار الحجاج منها في إحدى الوقائع أو تحصنه منها حين أرادت دخول الكوفة. وقد عيره بذلك الشعراء، ومن ذلك قول عمران بن حطان المتقدم. قتلها خالد بن عتاب الرياحي في معركة على أبواب الكوفة قبيل غرق زوجها شبيب.
قال الذهبي في «العبر» وابن العماد الحنبلي في «شذرات الذهب» في أحداث سنة سبع وسبعين: فيها بعث الحجاج لحرب شبيب عتاب بن ورقاء الرباحي بالباء الموحدة فلقى شبيباً بسواد الكوفة فقتل شبيب عتابا وهزم جيشه ثم جهز الحجاج له الحرث بن معاوية الثقفي فقتل الحرث أيضا فوجه الحجاج له أبا الورد البصرى فقتله أيضا فوجه له طهمان مولى عثمان فقتله أيضا ففرق الحجاج وسار بنفسه فاقتتلوا شديدا أشد القتال وتكاثروا على شبيب فانهزم وقتلت غزالة امرأة شبيب وكانت قد قاتلت في تلك الحروب قتالا عجز عنه كمل الرجال وكانت بحيث يضرب بشجاعتها المثل وكانت نذرت أن تأتي مسجد الكوفة فتصلى فيه ركعتين بسورة البقرة وآل عمران فخرجت إليه في سبعين رجلا ووفت نذرها فقال الناس:

[COLOR=blue][ALIGN=CENTER]وَفَتِ الغزالةُ نذرها ** يارب لا تغفر لها[/ALIGN] .[/COLOR]

و منهنَّ ” [COLOR=red]كحيلة [/COLOR]”:

ونساء الخوارج الغاليات كثير ذكر المبرد في الكامل شطراً من أخبارهنَّ، قال: وكان الخوارج أيام ابن عامر أخرجوا معهم امرأتين، يقال لأحدهما كحيلة، والأخرى قطام، فجعل أصحاب ابن عامر يغيرونهم ويصيحون بهم: يا أصحاب كحيلة وقطام! يعرضون لهم بالفجور، فتناديهم الخوارج بالدفع والردع، ويقول قائلهم: لا تقف ما ليس لك به علم.
ومنهنَّ «[COLOR=blue]البلجاء[/COLOR]»

[COLOR=red]قال المبرد[/COLOR]: وكان من المجتهدات من الخوارج «البلجاء» وهي امرأة من بني حرام بن يربوع بن تميم وكان مرداس بن حدير أبو بلال، وهو أحد بني ربيعة بن حنظلة تعظمه الخوارج، وكان مجتهداً كثير الصواب في لفظه، فلقيه غيلان بن خرشة الضبي، فقال: يا أبا بلال! إني سمعت الأمير البارحة عبيد الله بن زياد يذكر البلجاء، وأحسبها ستؤخذ، فمضى إليها أبو بلال، فقال لها: إن الله قد وسع على المؤمنين في التقية فاستتري؛ فإن هذا المسرف على نفسه، الجبار العنيد قد ذكرك، قالت: إن يأخذني فهو أشقى بي، فأما أنا فما أحب أن يعنت إنسان بسببي. فوجه إليها عبيد الله بن زياد، فأتي بها فقطع يديها ورجليها، ورمى بها في السوق، فمر أبو بلال والناس مجتمعون، فقال: ما هذا? فقالوا: البلجاء، فعرج إليها فنظر، ثم عض على لحيته، وقال لنفسه: لهذه أطيب نفساً عن بقية الدنيا منك يا مرداس. ثم عزم على الخروج والمنازعة وكان منه ما كان. وذلك بسبب جهد امرأة وعزيمتها وما كانت عليه من البأس والغلو.

ومنهنَّ «[COLOR=indigo]أم حكيم[/COLOR]»
ذكر أبو الفرج الأصفهاني في كتاب «الأغاني» عن ميمون بن هارون قال حدثت أن امرأة من الخوارج كانت مع قطري بن الفجاءة يقال لها أم حكيم وكانت من أشجع الناس وأجملهم وجها وأحسنهم بدينهم تمسكا وخطبها جماعة منهم فردتهم ولم تجب إلى ذلك فأخبرني من شهدها أنها كانت تحمل على الناس وترتجز

[COLOR=blue][ALIGN=CENTER] أحمِلُ رأساً قد سئمتُ حَمْلَهْ … وقد مَلِلْت دَهْنَه وغسلَهْ …ألاَ فتىً يحمل عنّي ثِقْلَه [/ALIGN][/COLOR]

قال وهم يُفَدُّونها بالآباء والأمهات فما رأيت قبلها ولا بعدها مثلها.
وحزن لقتلها قَطَريُّ بنُ الفجاءة الخارجيُّ -على ما ذكر أبو العباس المبرد في الكامل- فقال يرثيها:

[ALIGN=CENTER][COLOR=blue]لعمرك إني في الحياة لزاهد … وفي العيش ما لم ألق أم حكيم
من الخفرات البيض لم ير مثلها … شفاء لذي بث ولا لسقيم
لعمرك إني يوم ألطم وجهها … على نائبات الدهر جد لئيم
ولو شهدتني يوم دولاب أبصرت … طعان فتى في الحرب غير ذميم[/COLOR][/ALIGN]

إلخ، وقطري المذكور هو: أبو نعامة قطري بن الفجاءة، واسمه جعونة، بن مازن بن يزيد بن زياد ابن خنثر بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن مر، المازني الخارجي، خرج زمن مصعب بن الزبير لما ولي العراق نيابة عن أخيه عبد الله بن الزبير وكانت ولاية مصعب في سنة ست وستين للهجرة فبقي قطري عشرين سنة يقاتل ويسلم عليه بالخلافة، وكان الحجاج بن يوسف الثقفي يسير إليه جيشا بعد جيش وهو يستظهر عليهم. وحكي عنه أنه خرج في بعض حروبه وهو على فارس أعجف وبيده عمود خشب، فدعا إلى المبارزة، فبرز إليه رجل، فحسر له قطري عن وجهه، فلما رآه الرجل ولى عنه، فقال له قطري: إلى أين فقال: لا يستحيي الإنسان أن يفر منك.
قال ابن خلكان في الوفيات: كان رجلا شجاعا مقداما كثير الحروب والوقائع، قوي النفس لا يهاب الموت، وفي ذلك يقول مخاطبا لنفسه :

[ALIGN=CENTER][COLOR=blue]أقول لها وقد طارت شعاعا … من الأبطال ويحك لا تراعي
فإنك لو سألت بقاء يوم … على الأجل الذي لك لم تطاعي
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاعِ
ولا ثوب الحياة بثوب عز … فيطوى عن أخي الخنع اليراعِ
سبيل الموت غاية كل حي … وداعية لأهل الأرض داعي
ومن لا يغتبط يسأم ويهرم … وتسلمه المنون إلى انقطاعِ
وما للمرء خير في حياة … إذا ما عد من سقط المتاعِ [/COLOR][/ALIGN]

وهذه الأبيات مذكورة في الحماسة في الباب الأول، وهي تشجع أجبن خلق الله، وما أعرف في هذا الباب مثلها، وما صدرت إلا عن نفس أبية وشهامة عربية. وهو معدود في جملة خطباء العرب المشهورين بالبلاغة والفصاحة.اهـ

ومنهنَّ «[COLOR=red]فراشة[/COLOR]»
وأما فراشة فمن خبرها أنها كانت تجهز الثوار وتمدهم بالمال ذكر الجريري في الجليس الصالح وابن عساكر في تاريخه وابن خلكان عن العتبي قال كانت امرأة من الخوارج من الأزد يقال لها فراشة وكانت ذات نبه في رأي الخوارج تجهز أصحاب البصائر منهم وكان الحجاج يطلبها طلبا شديدا فأعوزته ولم يظفر بها وكان يدعو الله أن يمكنه من فراشة أو من بعض من جهزته فمكث ما شاء الله ثم جئ برجل فقيل له هذا ممن جهزته فراشة فخر ساجدا ثم رفع رأسه فقال له: يا عدو الله! قال: أنت أولى بها يا حجاج! قال: أين فراشة؟ قال: مرت تطير منذ ثلاث! قال: أين تطير؟ قال تطير بين السماء والأرض! قال: أعن تلك سألتك عليك لعنة الله! قال: عن تلك أخبرتك عليك غضب الله! قال: سألتك عن المرأة التي جهزتك وأصحابك، قال: وما تصنع بها؟ قال: دلنا عليها، قال تصنع بها ماذا؟ قال: اضرب عنقها! قال: قاتلك الله يا حجاج ما اجهلك! تريد أن أدلك وأنت عدو الله على من هو وليُّ الله، ([COLOR=green]قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين[/COLOR]) إلخ.

[COLOR=darkblue]هذه بعض أخبار غلاة النساء من ثوار الخوارج، وغلوهن في بدعتهن، فلا تعجب أن ترى من النساء من تغلو مثل ذلك أو أشد حتى تفعل الأفاعيل وتجمع التبرعات للخوارج، وتخطط المخططات، وتقطع المسافات لأجل ذلك.! أعاذنا الله منهم وحمى بلادنا من شرهم. وصلى الله على نبينا محمد وآله صحبه وسلم[/COLOR].

كتبه:
[COLOR=blue]سعد الحضيري
عرعر: 23-6-1431هـ[/COLOR][/B][/SIZE]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com