الإيذاء عن بعد


الإيذاء عن بعد



[ALIGN=CENTER][COLOR=darkred][SIZE=5][B]الإيذاء عن بعد[/B][/SIZE][/COLOR][/ALIGN]

[SIZE=4][B]
اختار الله تعالى لنا هذا الدين الحنيف , فأكمله ورضيه لنا يقول سبحانه”[COLOR=green]الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا[/COLOR] ”

وفرق بين عظمة هذا الدين وبين بعض ممارسات أهله , فعظمته لا تقللها تلك الممارسات التي لا يقرها ديننا الحنيف , يقول إبراهيم بن أدهم : [COLOR=blue]وأي دين لو كان له رجال؟[/COLOR]!

ومن محاسن هذا الدين العظيم تحريم الأذية , وإلحاق الضرر بالآخرين , حتى وإن كانوا على غير ديننا ما داموا غير مقاتلين , بل إن ديننا يأمر بالإحسان إليهم , يقول عز شأنه : “[COLOR=green] لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [/COLOR]”
ويعظم قبح الأذية , حين يتوجه الإيذاء إلى مسلم , فقد عدّ الله ذلك من الإثم المبين والجرم العظيم , يقول سبحانه “[COLOR=green]وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا[/COLOR] ”

ومن أخطر الأذية وأكثرها انتشارا الأذية باللسان , والولوغ في أعراض المؤمنين الغافلين , ذلك لأن النفس البشرية تتأذى من القول كما تتأذى من الفعل , وربما كان تأذيها من القول أشد , ولقد تأذى رسول الله صلى الله وسلم يوم حنين من بعض من اعترض على توزيع الغنائم حتى قال عليه الصلاة والسلام :” [COLOR=darkred]اقطعوا عني لسانه[/COLOR] ” أي أعطوه حتى يرضى ويسكت ..

وفي هذه الأيام استخدم فئام من الناس التقنية ومواقع الشبكة العنكبوتية للنيل من عباد الله الغافلين , فاتهموا الأبرياء , وانتقصوا الفضلاء , حتى سارت باتهاماتهم الجائرة الركبان , واطلع على تلك الافتراءات الظالمة آلاف القراء , وهم مختبئون خلف معرفات مجهولة , وأسماء مستعارة , حتى لا يكاد يسلم منهم أحد عياذا بالله , هدفهم “الاستفزاز” الذي تؤزهم إليه قلوب مريضة , ونفوس حاقدة , لا يردعهم خوف من الله , ولا حياء من عباد الله !

إن تجاهل هؤلاء ( [COLOR=blue]المجاهيل[/COLOR] ) ربما كان أنفع الوسائل في التعامل معهم , ولله در أحد حكام بني أمية حين وصلته رسالة هجاء من أحد مرضى القلوب , يسبه ويشتمه وعندما قرأ الرسالة كتب على ظهرها :

” [COLOR=blue]أما بعد[/COLOR] : [COLOR=red]قد عرفتنا فهجوتنا ولو عرفناك لأجبناك والسلام[/COLOR] ”

إن الإساءة من خلال التقنية الحديثة , واتهام الأبرياء بلا بينة جرم عظيم , وآفة خطيرة ,
يخشى على صاحبها أن يعجل الله له العقوبة في الدنيا قبل الآخرة , فعن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ” [COLOR=blue]ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة مثل البغي وقطيعة الرحم [/COLOR]”رواه أبو داود وصححه الشيخ الألباني رحمه الله .

إن بعض الناس يهمز ويلمز ويصطاد في الماء العكر؛ بل حتى في الماء الصافي! لا لشيء، إلا للتشفي من عباد الله , وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة عرفة: « [COLOR=darkred]إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ألا فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض[/COLOR] » متفق عليه.

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين: “وفي هذا الحديث تحذير من أعراض المسلمين , وأنه لا يجوز للمسلم أن ينتهك عرض أخيه , لا صادقا ولا كاذبا, لأنه إن كان صادقا فقد اغتابه , وإن كان كاذبا فقد بهته, وأنت إذا رأيت من أخيك شيئا تنتقده فيه في عباداته أو في أخلاقه أو في معاملاته فعليك بنصيحته , فهذا من واجبه عليك وتنصحه فيما بينك وبينه , مشافهة أو مكاتبة ,وبهذا تبرأ ذمتك ,[U] لكن هنا شيء لابد منه , وهو أنك إذا أردت أن تناصحه بالمكاتبة فلابد أن تذكر اسمك ولا تخف ولا تكن جبانا[/U], اذكر وقل من فلان إلى أخيه فلان بن فلان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فأنا أنتقد عليك كذا وكذا من أجل أنه إذا عرف اسمك دعاك أو أتى إليك وناقشك في الأمر أما أن تكون جبانا ترمي من وراء جدار فهذا لا يليق بالمسلم , وليس هذا بنصح لأنك ستبقى حاملا عليه في قلبك فيما تراه أنه أخطأ فيه , وهو سيبقى ويستمر على ما هو فيه لأن الذي كتب له بالنصيحة ليس أمامه حتى يشرح له وجهة نظره , ويستفسر منه عن وجهة نظره هو الآخر فيبقى الشر على ما هو عليه , والخطأ على ما هو عليه , لكن إذا كتب اسمه كان مشكورا على هذا , وكان بإمكان المكتوب إليه المنصوح أن يخاطبه وأن يبين له ما عنده حتى يقتنع أحد الرجلين بما عند الآخر.أهـ

ولعظم جرم التعرض لأعراض المسلمين بالسب والانتقاص سجن عمر رضي الله عنه الحُطيئة لما هجا الزبرقان بن بدر التميمي ، [COLOR=darkred]فاستعطفه الحطيئة بأبياته المشهورة[/COLOR]:

[ALIGN=CENTER][COLOR=blue]ماذا تقولُ لأفـْراخٍ بذي مرخٍ …………. زُغْبُ الحواصل لا ماءٌ ولا شجرُ
ألقيتَ كاسبَهم في قَعرِ مُظلمة ……….. فاغفرْ عليك سَـلامُ الله يا عمرُ [/COLOR][/ALIGN]

فأطلق سراحه رضي الله عنه بعد أن اشترى منه أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم!
ولصيانة أعراض المسلمين حبس عثمان بن عفان شاعراً هجاءً حتى مات في السجنِ , فرضي الله عن عمر , ورضي الله عن عثمان فمن يشتري أعراض المسلمين من المختبئين وراء معرفات مجهولة في وقت كثر فيه الوالغون في أعراض إخوانهم ؟!

[COLOR=blue] [ALIGN=CENTER]كتبه لإخبارية عرعر:
سليمان بن صفوق العنزي[/ALIGN][/COLOR][/B][/SIZE]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com