( أوبا ما ) بين  نجاد وأحذية (الزيدي)


( أوبا ما ) بين نجاد وأحذية (الزيدي)



( أوبا ما ) بين نجاد وأحذية (الزيدي)
بقلم عيد بن محمد العويش *

انتصرت الأمة وانقشعت ظلمة الغمة وعادت حقوقنا المسلوبة بفضل حذاء (منتظر الزيدي ) ورفعت رايات الفرح وأصبح المستحيل ممكنا ببركة ذلك الحذاء الذي صنع ما عجز عنه الآخرون .
وتجلت في الأفق انتفاضة الأحذية والجزم لعلها ترفع لنا راية وتعلي لنا كلمة .
لا ملامة على الساذج عندما يلجأ في التعبير عن رأيه بضربة حذاء أو بصقة في الهواء فذلك منتهى فكره وقلة حيلته ، أم ماذا نقول لمن ملك سلاح الفكر والقلم أم ماذا بقي لنا بعد فسخ الأحذية والنعال ؟!
أثبتنا للرأي العام بما لا يدع مجالا للشك أنا أمة محبطة ويائسة ولا تملك حولا ولا قوة رغم أن ذلك جليا في مواقفنا القومية والإسلامية .
ذلك العراقي الذي تصرف بعفوية مطلقة أعطى جرس إيقاظ لتلك العقول الغائبة والهمم المحبطة وسلط الأضواء بقوة على بساطة المجتمع العربي وسذاجته وعجزه الذي طال كل شئ .
ارتفعت الأصوات في مجالسنا العربية فذلك ينعته بالبطل وآخر بقائد الأمة وآخرون يمنون أنفسهم بسمعة تضاهي ما حصل عليه هذا العراقي الذي جرد قلمه عن الكلام وجعل حذائه ينطق بحروف الغضب لعلها تختصر مسافات الزمن .
لا استبعد أن تسير جموعا من هواة الشعارات في مظاهرات لا يعلم بحالها سوى الحكومات تطالب لتناشد إطلاق سراحه بل وصل بالمواطن العربي البسيط الاعتقاد بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لتناقش تفاصيل هذا الحذاء العجيب (دوافعه ـ واستراتجياته ) وتشكيل قوات حفظ السلام تردع مثل هذا الحذاء عن العبث بأمن العالم .
عشقنا الأحذية حتى داستنا الأمم بلذة غامرة وعرفنا مقاساتها وأنواعها المريح والمؤلم في حرفية عالية لا تجارينا فيها أمة من الأمم أو شعبا من الشعوب .
هذه الحادثة الفريدة من نوعها لو حدثت لزعيم من زعماء العالم الثالث لما وجدنا لذلك الرامي بقية وما أعجب تصرف ذلك الزعيم الغربي الذي قابله بابتسامة اخفت ورائها الكثير من الامتعاض وكأنه يقول (هذه ديمقراطيتكم القادمة ) وأعجب من ذلك استغلاله للموقف وتجيريه لصالحه بقوله ( هذا ثمن الديمقراطية ) .
بلا شك أن (أوبا ما ) سيجد حقائب (بوش ) مثقلة بالأحذية التي ستكون من مختلف الأحجام ويعز على المواطن العربي هذا الوداع لشخصية عظيمة رسمت إبداعاتها في الوطن العربي والإسلامي برسوم ملؤها الألم والتفكك وحبرها دماء أبرياء جعلوا من جماجمهم أسلوب حياه .
لا ألومك يا (زيدي ) فقد فاض اليأس وتقيحت الجروح وما عن ذلك من بد وتسببت بأزمة أمنية حقيقة فما هو ضمان عدم تكرار ذلك في مواقف عدة وسنجد أنفسنا مضطرين للحضور بدونهما .

• صحفي في جريدة (الاقتصادية )
• Eid 5053@yahoo.com


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com