تقرير متكامل يسلط الضوء على " عرعر "  ( نقص الخدمات ، ضعف مخرجات التعليم،شوارع ضيقة، احياء تنقصها الخدمات )


تقرير متكامل يسلط الضوء على " عرعر " ( نقص الخدمات ، ضعف مخرجات التعليم،شوارع ضيقة، احياء تنقصها الخدمات )



[COLOR=blue]إخبارية عرعر – تقارير – خالد هايل[/COLOR] :
تحاول منطقة الحدود الشمالية اللحاق بقطار التنمية الحقيقي، إلا أن انطلاقتها للوصول إلى ركب التقدم بطيئة للغاية، حيث إنها لا تزال تحتضن أحياء قديمة تضم منازل متهالكة آيلة للسقوط.. أكل عليها الدهر وشرب.. وشوارع ضيقة.. بدون أي سفلتة لها.. الكسارات المنتشرة في المنطقة لا يزال يتطاير منها الغبار.. ما ينذر بكارثة بيئية وزيادة عدد المصابين بمرض الربو والحساسية.. جامعتها التي افتتحت منذ فترة.. لم تؤد الدور المنتظر منها في خدمة المجتمع.. تخصصات كلية التربية فيها لا تواكب سوق العمل.. لا زالت بعض مبانيها مستأجرة.. تنتظر تعيين مدير لها.. تعاني مشاريع مرحلتها الأولى من التعثر الواضح.. تفتقر لمعامل ومستشفى جامعي.. ما يضعف مخرجاتها التعليمية، وبالتالي تضيع الفرص على خريجيها في سوق العمل.

أكد لـ «عكاظ» عدد من أهالي المنطقة، أنها لن تلحق بركب التطور والتقدم إلا إذا توافرت لها الاعتمادات اللازمة لدعم انطلاقة الاستثمار الزراعي وإنشاء المزيد من المشاريع السكنية، وإطلاق المنح المجمدة منذ فترة، مشيرين إلى أن عرعر لم تشهد توسعا عمرانيا منذ عشر سنوات بسبب تأخر تسليم المنح السكنية، مطالبين بالإفراج عن ثلاثة آلاف قطعة أرض لذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير متنزهات ومساحات خضراء في المنطقة.

[COLOR=blue][U]ضعف اعتمادات الجامعة [/U][/COLOR]

لا يعلم حتى أعضاء هيئة التدريس في جامعة الحدود الشمالية، عن سبب عدم تعيين مدير للجامعة حتى هذه اللحظة، مع أن هناك جامعات حديثة أنشئت بعدها، وانتهت من هذا المأزق الإداري في اتخاذ قراراتها الداخلية، وهو سر لم تفسره وزارة التعليم العالي، والتي تسند المهمات الإدارية لإحدى الجامعات الحاضنة، لم يقف الأمر عند حد عدم تعيين مدير للجامعة بل تعداه إلى قلة الاعتمادات المالية، وقلة المقاعد، ما يعوق المسيرة التعليمية للطلاب والدارسين، في وقت لا زال يطالب أكاديميون وإداريون وطلاب باستقلال مالي وإداري للجامعة التي تأسست قبل أربعة أعوام ولكنها لا تزال تعاني من تعثر مشاريعها للمرحلة الأولى.

[COLOR=blue][U]ضعف مخرجات التعليم[/U][/COLOR]

وأكد عدد من الطالبات والطلاب، أن تناثر مباني الجامعة المستأجرة، وعدم توفر المعامل والمستشفى الجامعي، انعكس سلبا وأثر على ضعف المخرجات التعليمية في هذا الصرح التعليمي، مشيرين إلى أن ضعف الأداء يبعث في نفوسهم القلق من ضبابية مستقبلهم الوظيفي بعد التخرج.

[COLOR=blue][U]قلق في أوساط الطلبة[/U][/COLOR]

وأكد الطالب محمد العنزي، أن الجامعة لم تؤد الدور المطلوب منها في خدمة مجتمع الحدود الشمالية، ووصفها بـ «المتراجعة جدا في هذا المجال، دون أن تطلق مؤتمرا واحدا يشفع لها أمام المتعطشين في كل المجالات الثقافية، الاجتماعية والمدنية، لافتا إلى أن هذا الغياب من خدمة المجتمع أحبط فرحة أبناء المنطقة عند إطلاق جامعة الشمال».

وعلقت إحدى الطالبات بأن المباني المخصصة للإسكان ضيقة للغاية، وبعيدة عن الخدمات، وأشارت إحدى طالبات كلية التربية إلى أن معظم تخصصات الكلية لا تواكب سوق العمل، ورغم ذلك ما زالت متاحة أمام الدارسات.

[U][COLOR=blue]المياه متوافرة [/COLOR][/U]

أهالي عرعر لم يقتنعوا بعد بمقولة «إن المياه بعيدة جدا عن الحدود الشمالية، وقد تكون قليلة الكميات، رغم انعدام الدراسات في هذا الشأن»، فقال شلال الرفدي «إن نجاح بعض المشاريع الزراعية، يؤكد البداية الناجحة لانطلاقة الزراعة في المنطقة»، ويطالب كل من محمد ملحان وهندي محمد، بتشجيع الزراعة في المنطقة، خصوصا أن تربتها خصبة جدا ولديها تجارب ناجحة في هذا المجال، وطالبا بتشجيع الاستثمار الزراعي والاستفادة من وجود بنك زراعي غير مفعل في عرعر، وأضافا أن هناك كميات هائلة من المياه في المنطقة، وهذا ما يؤكده حفر العديد من الآبار بين فترة وأخرى في المنطقة.

إلى ذلك أكد سطام السلطاني، أهمية الأمن الغذائي في منطقة ما زالت تحبو في مجال الزراعة، مضيفا بأن الماء وإن زاد عمقه إلا أنه من السهل جلبه، وقال «إن جلب المياه من منطقة الشويحطية والقريبة من عرعر، سيحل أية مشكلات قد تطرأ بسبب بعض التخوفات غير العلمية، مستشهدا بنجاح تجربة مدينة طريف البعيدة عن الشويحطية والتي ودعت العطش إلى غير رجعة عبر منطقة الشويحطية».

[COLOR=blue][U]أحياء تتنفس الغبار[/U][/COLOR]

رغم أن أمانة منطقة الحدود الشمالية وضعت مخططا عمرانيا تحت اسم النطاق العمراني لمدينة عرعر حتى عام 1450هـ، إلا أن هناك تأخرا في توزيع المنح، وأدى شحها إلى ارتفاع أسعار العقارات، وتسبب ذلك في نشوب أزمة سكن، ويناشد مواطنون في المنطقة الأمين الحالي لأمانة المنطقة المهندس عبدالمنعم الراشد الإفراج عن قرابة ثلاثة آلاف قطعة لذوي الاحتياجات الخاصة، دققت بياناتها، ولا زالت في انتظار القرعة منذ عام، فيما يناشد أصحاب الأرقام من 1416هـ وحتى 1429هـ بتوزيعها عليهم.

وأرجع عقاريون البطء الحاصل في التوسع العمراني لعدم حصول المواطنين على منح سكنية، تساعدهم في بناء منازلهم، وقال سالم رجا «إن عرعر لم تتوسع عمرانيا منذ عشر سنوات، ويرجع ذلك لعدم اهتمام الإدارة الحالية بتوزيع قطع أراض، فقط اكتفت بدفعة واحدة لذوي الاحتياجات الخاصة»، مشيرا إلى أن المنح متوقفة منذ عام 1416هـ، دون أي استئناف لتوزيعها.

من جهة أخرى، طالب سكان أحياء الصالحية، المنصورية، النسيم، والربوة، بإنصافهم في توزيع الخدمات بالتساوي بين مختلف الأحياء، ويرى عوض الجعيدان أن أحياء الشرقية تفتقر للمتنزهات والمسطحات الخضراء ومضامير المشي، وهي بذلك تعيش دون رئة تتنفس بها، مؤكدا أن وجود الكسارات بالقرب من الأحياء الشمالية، يهدد بكارثة بيئية بسبب الغبار المتطاير المسبب للربو، مطالبا بتكوين لجنة لدراسة وضع تلك الكسارات ومصانع الطابوق.
من جهته، طالب ربيع ناحي بخدمات سفلتة عاجلة لحي شمال المنصورية، رغم أن منازله يزداد عددها كل يوم مع غياب سفلتة الطرق، ما أعاق الحركة المرورية لسيارات المواطنين في الحي، مشيرا إلى أن آثار المكبات القديمة لم تعالج، واستمرت في حالها منذرة بكوارث بيئية.

[COLOR=blue][U]شوارع ضيقة[/U][/COLOR]

يعاني سكان أحياء عرعر القديمة مثل العزيزية، الخالدية، المحمدية، والفيصلية، من ضيق شوارعها، ومنازلها الآيلة للسقوط، وبين كل من مصلح قعيمل وعبدالله العنزي، أن السكان تركوا هذه الأحياء القديمة رغم توفر الخدمات الأساسية فيها، ليشيدوا منازل لهم في الأحياء الجديدة، والتي تتميز بالتوسع والمساحات المشجعة.
من جانبه قال محمد الشملاني «العمال الوافدون فضلوا السكن في هذه الأحياء القديمة، وبدأوا يزاحموننا، وهذا ما يقلقنا، ونتمنى من الأمانة تشكيل لجنة لتوسيع الشوارع، وتنسيق الأحياء، ونزع الملكيات، ومعالجة المنازل الآيلة للسقوط، والتي تهدد حي الخالدية»، مضيفا لم نسمع من أمانة عرعر أي تصريح بشأن المنطقة المركزية التي قد تحل مشكلتنا مع هذه الأحياء القديمة.
وطالب تركي البجيدي بنك التسليف بدعم الأهالي ليحافظوا على منازلهم، بدلا من هجرها وتأجيرها للعمالة الآسيوية، مؤكدا أن البنى التحتية جديدة ومن الخطأ عدم استغلالها من قبل المواطنين.

[COLOR=blue][U]سكة الحديد [/U][/COLOR]

حينما أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية اكتشاف كميات مهولة وتجارية في حزم الجلاميد 83 كم غرب عرعر، استبشر الأهالي خيرا بمشروع الفوسفات الذي يصدر أولى دفعاته في الربع الرابع من العام الجاري، عبر سكة حديد، تكفل بها صندوق الاستثمارات العامة المملوك للحكومة، إلا أن استبشار الأهالي لم يكن في محله، كما يقول ثامر الشاوي «إن أرض الجلاميد تمتلك أكبر مشروع فوسفات في الشرق الأوسط، ومصانع للأسمنت ولكن المردود علينا كان لا شيء سوى التأثير السلبي على البيئة، وتوجه الغبار إلى عرعر».
من جانبه، أكد علي الأسود أن سكة الحديد لا تمر في مدينة عرعر القريبة من حزم الجلاميد، مشيرا إلى أن الأهالي يأملون في ربط أجزاء مدينتهم بمحطات ركاب لتنتهي معاناة من قلة وسائل المواصلات، وشح رحلات الطيران.

وطالب تجار في الحدود الشمالية بفتح منفذ الدميثة وجديدة عرعر المعطلين منذ أكثر من 25 عاما، خصوصا أن شركات الأسمنت المتاخمة تتطلع لفتح المنفذين لتصدير الكميات الفائضة لديها بدلا من التصدير إلى السوق العراقية عن طريق الأردن أو الكويت.

[U][COLOR=blue]الحوادث الأخيرة[/COLOR][/U]

إن الطريق الدولي الذي يربط الدمام بالشمال حتى الأردن وسورية، رغم ازدواجيته ما زال يشهد حوادث مرورية شنيعة بسبب التقاطعات الخطرة، دون عمل جسور وسياج واق، وينحى مواطنون باللائمة على إدارة نقل عرعر لعدم تنفيذ جسور عبور للهجر لحماية سكانها من التقاطعات، ويطالب سكان هجر الديدب، أم خنصر، ابن سعيد، البكر، الجامعة الجديدة، حي مشرف، ومصنع الأسمنت، بإنشاء الجسور بأسرع ما يمكن.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com