يساوي بعض اصحاب الأمثال هم العرس بهم الضرس ويقولون لا هم الا هم العرس ولا وجع الا وجع الضرس لما بينهما من صفات مشتركة في الألم والتعب فالأول همه جمع النقود التي يدفعها المغلوب على أمره العريس لمتطلبات الزواج من طقاقات وذبائح وحلويات وادوات لهو وغناء ومتطلبات أخرى كثيرة والثاني همه البحث عن كل المسكنات والعقاقير الطبية لضرسه الذي لم يدعه ينام الليل من شدة الألم ولن يرتاح الا بخلعه أو قطع جذوره فكان زمان يقترض العريس أو أهله النقود من أقربائهم أو اصدقائهم على أن يسددها العريس المسكين لصاحبها الذي غالبا ما يكون بجوار العريس أو حوله في تلك اللحظات نظرا لعدم الوفاء بالديون التي سادت الساحة مؤخرا وعادة ما يسددها العريس من المبالغ النقدية التي يحصل عليها أثناء ليلة زواجه وهي ما يطلق عليها عند بعض القبائل ” العانية ” وهي نوع من المساعدة والدين بنفس الوقت لمساعدة العريس على قضاء مراسم الزواج كل هذه المضايقات والمعوقات تواجه كل شاب يريد أن يكمل نصف دينه ويكون أسرة القضية لم تنتهي بعد والديون لم يفي بها العريس لأن المبالغ التي حصل في تلك الليلة لم تنهي كل ديونه فتبقى عليه ديون أخرة كدين بنك التسليف الذي لا يمنح شخص قرضا الا بكفيل غارم سمين وكثير من الناس من يمتنع عن كفالة شخص آخر عندما يقرأ الشروط لدى البنك وبذلك قد يتوقف الزواج لحين الحصول على كفيل يوافق على هذه الشروط والتعقيدات سواء من أهل الزوجة او من الجهات المعنية بمساعدة الشباب على الزواج التي لها تأثير مباشر على عزوف الشباب عن الزواج وزيادة حجم العنوسة لدى المجتمع السعودي ففي بعض دول الخليج تقوم الجهات المعنية بمساعدة الشباب على الزواج بمنح العريس الشاب مبلغ 4000 دينار وقطعة أرض تمكن العريس من بناء عش الزوجية عليها فأين نحن من العمل على تحديث قراراتنا لتواكب العصر وتصب في مصالح ابنائنا لحمايتهم من الضياع والغرق في الديون مما يسبب لهم الأحباط والسقوط في الهاوية أنني أعرف بيوت كثيرة أنهدمت وتفككت أسرها بسبب الديون ديون أرض ديون زواج وديون قرض وقد يلفظ أنفاسه ولم يسدد ديونه التي يورثها تركة مزعجة لأبنائه .
فاصلة :
شجرة واحدة تصنع الكثير من عيدان الكبريت وعود واحد يحرق غابة