[ALIGN=CENTER][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=4]”علوم الرجال”…..فردوسنا المفقود

منذ بدء الخليقة وكل أمة تفخر بما يصنعه أفرادها من “مراجل”تجعل التاريخ يسطر لهؤلاء الرجال تاريخا ذهبيا يصل صيته إلى أحفاد الأحفاد، وهذا الصيت يتضاد مع المقولة الشائعة ــ عند العسكر خاصة ــ : الخير يخص والشر يعم ، فـ “المرجلة” لاتعزى إلى القائم بها وحده ؛ بل تتعداه إلى كل أفراد عائلته وقبيلته وربما إلى مجتمعه العام. والمراجل لاتنحصر في شيء معين ؛إنما يستطيع المرء أن يقضي كل ساعات يومه بالمراجل من كرم وشجاعة ونخوة وحسن تعامل وعطف …وغير ذلك الكثير ، لذا تمعن عزيزي القارئ في قول الشاعر مفتخرا بمراجل قومه:
[COLOR=darkred]إنا إذا اشتد الزمان وناب خطــــــب وادلهم
ألفيت حول بيوتنا عدد الشجاعة والكـــــرم
للقا العدا بيض السيوف وللندى حمر النعم
هــــــذا وهـــــــذا دأبنا يودى دمٌ ويراق دم[/COLOR]

وقول الآخر :
[COLOR=darkred]صف الدلال وشبـة النـار نوماس
وقولة “هلا” و”اقلط” لهلنا أساسي[/COLOR]

إن من لديه أدنى شعور من الإحساس سوف تدمع عيناه وهو يسمع بمثل تلك المراجل التي ندرت هذه الأيام ؛ حتى ليخيل إليك أن من يتسم ببقايا” مرجلة” يسعى لمصلحة شخصية لاغير، لقد مات الإحساس في قلوب أغلب الناس إلا من رحم ربك . إن الناظر في أحوال كثير من الخلق ليعجب أشد العجب ؛ فالحالة لم تقف عند بعدهم عن “المراجل ” بل تعدت ذلك إلى وصف أصحاب المراجل ــ وهم قلة ــ بأنهم ” مساكين ” و” أغبياء” يعيشون في غير زمنهم ؛ بل ويصفون عمل المراجل بأنه تخلف قد انقضى وقته .
سبحانك ربي ..إن القلب ليحزن عندما تعن الذكرى لمن بقيت في قلوبهم بقايا من ذلك الزمن الجميل ” زمن المراجل “. والسؤال الذي يشغل تفكير هذه الفئة : ماالذي حصل ؟ هل يعقل أن يكون للتعليم دورفي ذلك؟ هل يكون للحضارة والتقدم ؟ هل هو للتقنية ووسائل الاتصال الحديثة ؟ أو هو بسبب طعامنا المعلب غالبا؟أو بسبب تأثرنا بكثير من أجناس البشر ممن قدموا للعمل في بلادنا وهم لايعرفون المرجلة ولم يسمعوا بها ؟ هل هو بسبب ضعف الإيمان الذي يحث على المراجل ؟ هل هو بسبب ” استنواق الجمل” وتبادل الأدوار بين الرجل والمرأة في قيادة شؤون الحياة؟هل ذلك بسبب أن “البومة الخرسا غدت أشجع من الذيب”؟ هل … وهل …ثم هل؟ وتبقى المراجل الفردوس المفقود .

الدكتور / عبدالله بن عثمان اليوسف
جامعة الحدود الشمالية
[/SIZE][/B][/FONT][/ALIGN]