إخبارية عرعر – متابعات :
ما إن أطلق وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة وعده للشباب بالدعم، قائلا لهم في منتدى الغد "جربونا"، حتى وقف الشاب عبدالله سلطان حاملاً كتابه الأول "رحلتي مني إلي"، داعياً الوزير لكتابة مقدمته ودعمه حتى يخرج للنور. ونفذ الوزير دعمه، واستقبله على المنصة، وأخذ منه الكتاب، وشجعه على الاستمرار، مما أثار إعجاب وتصفيق الحضور.
وطالب الشاب محمد المحمد، وهو في العشرينات من العمر، في مداخلته، بإتاحة الفرصة للشباب في وسائل الإعلام وعدم التضييق عليهم. وعلق خوجة على المداخلة قائلا "ليس هناك تضييق أبداً، فالعالم الافتراضي أصبح هو العالم الحقيقي المسيطر، وأصبح التحاور مع جميع أنحاء العالم".
وأعلن الوزير أن وزارته رخصت حتى الآن لـ220 صحيفة إلكترونية، كما أن هناك كثيرا من المنتديات والمواقع الإلكترونية التي تشهد حوارات مفتوحة بين الشباب بعضهم بعضا، موضحا أن ثورة الاتصالات الحديثة أسست للفردية، وعملت على تقويض المفاهيم التقليدية لصناعة الخبر وتلقيه، وأزاحت من طريقها تلك الصورة القديمة لرئيس التحرير "الهرم" الذي يجلس على مكتب تراكمت فوقه وخلفه الأوراق والصحف القديمة والملفات.
كما اعترف الوزير في لقائه بالشباب والفتيات في المنتدى الذي اختتمت فعالياته أمس، أنهم تفوقوا على وسائل الإعلام التقليدية في سرعة بث الخبر، مؤكدا لهم أن الوزارة أنشأت وكالة للإعلام الجديد، لمواكبة المتغيرات التي تطرأ على الساحة الإعلامية، وشبكات التواصل الاجتماعي، مثل الـ"فيسبوك" و"تويتر"، و"يوتيوب"، وسيكون كل شاب في المملكة مراسلاً للوزارة.
وبخصوص الاستطلاع الذي أجري في المنتدى، وأظهر 46% من الحضور أن قضايا الإعلام السعودي المقروء والمرئي لا تلامس الشباب، وعد الوزير بأن تتحسن هذه النسبة في المنتدى المقبل، مطالبا الشباب بمساعدته لتحسين الأوضاع.
يأتي ذلك، فيما أظهر استطلاعان للرأي، تم عرضهما خلال جلسة الوزير خوجة، أن 58% من المشاركين يقولون إن على الإعلام الحكومي مواكبة التغيير، فيما يرى 32% أن الإعلام الحكومي مخصص للمناسبات الرسمية فقط.
وبخصوص المكتبات العامة، قال الوزير "لدى الوزارة 83 مكتبة، انتقلت إليها من وزارة التعليم وجهات أخرى، وستنشئ مكتبات جديدة في مناطق المملكة المختلفة، كما سيتم ترميم الموجودة حالياً".
وفي تصريحات له على هامش مشاركته في منتدى الغد، دعا وزير الثقافة والإعلام إلى احترام القرار الملكي القاضي بتعديل نظام المطبوعات والنشر. وقال "هذا ليس تنظيما من وزارة الثقافة الإعلام، بل هو أمر ملكي يجب أن ننظر إليه بكل تقدير وتبجيل".
وأضاف "يجب ألا نأخذ سطرا من الأمر دون آخر، أو التركيز على بعض الظواهر، بل علينا أن نقرأ الأمر الملكي بكل دقة وتفصيل، وأعتقد أن الأمر ليس فيه لبس أو غموض، ويجيب على جميع الأسئلة".
وزاد قائلاً "أعتقد أن جميع الكتّاب في الصحف عندما قرأوا هذا الأمر بكل دقة وتمعن وجدوا العكس بأنه يخدم الحرية ولا يعطي الحصانة لأحد بل يحمي المواطن الصغير والعادي والذي ليس له وظيفة، كما يحمي أكبر مسؤول وجميعهم سواسية في هذه الحماية، والمهم أن يكون هادفا بناء، وألا يتعرض للشخصنة أو تجريح أحد وعدم التسرع في طرح الآراء وهذا هو قلب الفكر في هذا الأمر". وأوضح أن اللائحة التفسيرية لتعديلات نظام المطبوعات والنشر ستصدر قريباً.
ورأى الوزير خوجة أنهم "أمام مسؤولية كبيرة أمام الأبناء والشعوب والمجتمع، وهو كيف نملأ هذا الوقت بالشيء المناسب الذي يتلقاه المتلقي بصورة مناسبة ويواكب مستجدات العصر".
واعتبر أن "الإعلام مسؤولية ثقيلة، ويجب أن تكون هناك دائماً إستراتيجية واضحة أمام المسؤول الإعلامي، وأن يكون هناك دائماً فريق متخصص في جميع البرامج التي تبث، وأن يكون هناك تواصل مع العالم، وألا نكون جزرا معزولة".
وأشاد وزير الإعلام بالدور الذي لعبه الشباب خلال المرحلة الماضية، حيث قاموا بتغطية ما لم تستطع القنوات الحكومية الرسمية تغطيته.
وقال "الشباب استطاعوا تغطية أحداث لم نستطع نحن كإعلام رسمي تغطيتها، ولذلك نحن عملنا إدارة للإعلام الجديد، حيث يستحيل أن نعيش بمنأى عن هذا التغيير الذي يحصل". وأعلن خوجة أن وزارة الثقافة والإعلام قامت بإنشاء إدارة للإعلام الجديد ليتم عبرها التواصل مع الشباب ثانية بثانية، لكي نعلم كيف يفكرون وماذا يريدون.
وفي رده على بعض التساؤلات التي طرحها الجمهور، شدد خوجة على أهمية إنشاء قناة للأطفال، لافتاً إلى أن قناة أجيال تسعى لربط الطفل بالقيم والتقاليد والانتماء الوطني، وأنها "كخطوة أولى نجحت، وتحتاج لتطوير أكثر".
المصدر : الوطن
