التعليم والإعلام وحركة التأليف والنشر والإبداع أهم محاور تقرير الفكر العربي للتنمية البشرية


التعليم والإعلام وحركة التأليف والنشر والإبداع أهم محاور تقرير الفكر العربي للتنمية البشرية


إخبارية عرعر(متابعات):
يرصد التقرير العربي الأول للتنمية البشرية الذي أطلقه الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي، يوم الخميس، على هامش أعمال مؤتمر "فكر7"، واقع التنمية الثقافية في 22 دولة عربية، ويغطي خمس ملفات أساسية هى التعليم، والإعلام، وحركة التأليف والنشر، والإبداع بالإضافة الى جزء خاص عن الحصاد الثقافي السنوي في العالم العربي خلال عام 2007 . وفي مجال التعليم، أظهر التقرير إزدياد الطلب الإجتماعى على التعليم العالي من خلال ارتفاع عدد الطلاب من 895 ألف طالب في عام 1975 الى 7،164 مليون طالب في عام 2006 بزيادة تقدر نسبتها بـ 80 في المئة ، وارتفاع عدد الجامعات في البلدان العربية من 230 جامعة في 2003 إلى 395 جامعة في عام 2008 ، وذلك بخلاف مؤسسات التعليم العالي الأخرى التي لا تصنف في فئة الجامعات.

ورصد التقرير ارتفاعًا في نسبة الإناث في التعليم العالي من 28،4 في المئة من مجموع الطلاب المسجلين في التعليم العالي عام 1975 الى 47،8 في المئة في عام 2006 بزيادة نسبتها 68 في المئة، وارتفاع نسبة مشاركة المرأة في مهنة التعليم الجامعي من 13-18 في المئة من مجموع أفراد الهيئة التعليمية الجامعية في العام 1975 إلى 28 في المئة عام 2006 بزيادة نسبتها 56 في المئة .

وعلى المستوى الإعلامى ، نوه التقرير بتطور مستوى نمو بنى المؤسسات الصحافية بحث بلغ العدد الإجمالى للصحف اليومية في البلاد العربية عام 2006 نحو 267 فيما وصل عدد الصحف الأسبوعية في دول العالم العربى الى 507 صحف فضلا عن بلوغ عدد القنوات الفضائية المفتوحة داخل الوطن العربى 482 قناة ،يضاف إليها قنوات التليفزيون المشفر ، فضلا عن نمو معدلات أجهزة توفير خدمة الإنترنت وارتفاع عدد مستخدميه في العالم العربى من 700 ألف مستخدم عام 1998 الى 5ر1 مليون مستخدم عام 1999 بزيادة قدرها 104 في المئة في عام واحد، الى جانب ارتفاع عدد المواقع العربية المسجلة على الإنترنت بنسبة ذات دلالة بلغت 353 في المئة عند الإنتقال من عام 2001 الى عام 2007 .

ومن خلال رصده للإبداع العربى لعام 2007 ، نوه التقرير بارتفاع العواصم العربية على بعضها بحث أصبحت الثقافة العربية وقفا على العلاقة القائمة بين هذه العواصم ولم تعد أية مدينة أو عاصمة عربية قادرة على التخلى عن المدن أو العواصم الأخرى ، ووصف التقرير العام 2007 بأنه كان عام الإبداع بامتياز ، الإبداع الشعرى والإبداع الروائى وليس القصصى تبعا لتراجع فن القصة القصيرة الملحوظ في العالم العربى كما في العالم العربى على السواء ، إذ أحصى التقرير الأعمال الشعرية والروائية لمبدعين ومبدعات من العالم العربى ميزت عام 2007 بالإضافة الى الإبداع الدرامى والمسرحى والسينمائى والموسيقى والغنائى .

وفي جانب المؤشرات السلبية ، لفت التقرير في ملف التعليم الى أن متوسط معدل التحاق الصافي في التعليم قبل الإبتدائى في البلدان العربية مجتمعة يبلغ 22 في المئة فقط ، أما معدل الإلتحاق الصافي في التعليم الإبتدائى خلال المرحلة العمرية "6-12 عاما" فيبلغ 84 في المئة ممن هم في عمر المرحلة الإبتدائية في البلدان العربية مجتمعة مقابل 68 في المئة كمتوسط معدل الإلتحاق العام بالتعليم الثانوى في المرحلة العمرية "12-18 سنة تقريبا"وهى معدلات تقل عن مثيلاتها في بلدان العالم الأخرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية وغيرهما ذلك أن معدل الإلتحاق الصافي في التعليم ما قبل الإبتدائي يبلغ 85 في المئة في اليابان و74 في المئة في ماليزيا و51 في المئة في كوريا الجنوبية.

كما يبلغ معدل الإلتحاق الصافي مئة في المئة باليابان و99 في المئة في كوريا الجنوبية ، و95 في المئة في كل من ماليزيا وإيران و89 في المئة في تركيا ، في حين يتجاوز معدل الإلتحاق العام بالتعليم الثانوي 90 في المئة في كل من اليابان وكوريا الجنوبية و75 في المئة في كل من ماليزيا وايران وتركيا. أما عن أداء التعليم العام ، فأظهر التقرير تدني المتوسط العربي العام في الرياضيات والعلوم مقارنة بالمتوسط الدولى .

كما أشار التقرير الى ضعف نوعية التعليم العالى في المنطقة العربية من منظار دولي والى مجموعة التحديات التى تواجه قضايا نوعية التعليم في العالم العربى وأهمها قضية الكثافة الطلابية التي لا تتناسب مع القدرات الإستيعابية للجامعات وقضية ضعف الموارد المتاحة " المبانى ، والتسهيلات العلمية ، والمكتبة والمراجع والدوريات وغيرها "، الى جانب القضية المتعلقة بأوضاع أفراد الهيئة التعليمية وفرص تطويرهم ، وأيضًا القضية التي تتعلق بالبحث العلمي " الإفتقار الى التقاليد الراسخة في البحث العلمي وغياب الخطط البحثية "، الى جانب القضية المتعلقة بالإدارة والتسيير فضلاً عن قضية تتعلق بالمخرجات والتي تتمثل في إحباط الخريجين عند فشلهم في الفوز بعمل مجد ومناسب للشهادة التي يحملونها.

وفي الملف الإعلامي، أشار التقرير الى أن نصيب الفرد من الصحف المتخصصة يقل داخل أغلب الدول العربية وأن قصور دور الصحف المتخصصة وانخفاض معدل نصيب المواطن منه داخل العديد من الدول العربية يعبر عن حالة من حالات التراجع في المشهد الإعلامى إذ يعد الإعلام المتخصص ملمحا أساسيا من الملامح التى تميز العصر الحالى .

كما أشار الى أن العدد الأكبر من التجارب الفضائية العربية لم تستوعب بعد أهمية التوجه نحو الإعلام المتخصص في مجال البث الفضائي وأن دافع الترفيه والتواصل يشكل الدافع الأول لإستخدام المواطن العربي لموقع شبكة الإنترنت فيما يشكل دافع التماس الملعومات الدافع الأقل حضورا في استخدام المواطن العربي له .

وفي جانب حركة التأليف والنشر، أظهر التقرير أن الكتب المنشورة في العلوم والمعارف المختلفة لايمثل سوى 15 في المئة من اجمالى الكتب التى نشرت في العالم العربى في العام 2007 والتي بلغت 27 ألفًا و809 كتب بينما تصل نسبة الكتب المنشورة في الأدب والأديان والإنسانيات الى 65 في المئة ، وهناك كتاب يصدر لكل 12 ألف مواطن عربى بينما هناك كتاب لكل 500 انكليزي ولكل 900 ألماني أي أن معدل القراءة في العالم العربى لا يتجاوز 4 في المئة من معدل القراءة في انكلترا .!!

وعن موضوع الصناعات الثقافية في العالم العربى التى لا يتوافر عنها إحصائيات دقيقة لما تمثله في الدخل القومى بينما تشكل هذه الصناعات الثقافية مابين 5 في المئة و10 في المئة من قيمة المنتجات في العالم ، وذكر التقرير على سبيل المثال أن العالم العربى لا يصنع أكثر من 35-40 في المئة من حاجته لمادة الورق بأنواعه ويستورد نحو 65 في المئة في واحدة من الصناعات الثقافية المهمة المرتبطة بالأمن القومي بينما يضيق السودان بالمواد الخام التى يصنع منها الورق بل ويدفع مبالغ للتخلص منها بوصفها نفايات أو مخلفات .

في حين تطرق الحصاد الثقافي الى أبرز الإشكاليات المعيقة لمسيرة التنمية الثقافية كإشكالية الثقافة العربية الأم والثقافات الفرعية ، التراث والعصر ، وأزمة الهوية ، والثقافة العربية وتحديات الإعلام ، وأزمة القراءة والتواصل ، والترجمة، دور المال في دعم الإبداع العربى ، والفكر القومي وأزمته ، والثقافة العربية المتوسطية ، وثقافة المنفي أو المهجر.. ومن أبرز الأسئلة والتوصيات التي عالجها هذا الملف في سياق " الثقافة العربية الأم والثقافات الفرعية"، برز على سبيل المثال لا الحصر السؤال الآتي : كيف نذهب بالتنوع الثقافي في العالم العربى والمجتمعات العربية الى مستوى القيمة المضافة بدل أن يكون قيمة سالبة؟ بل كيف نحوله من مصدر محتمل للأزمات الى مصدر أكيد للإبداع الثقافي والتماسك الإجتماعي ؟.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com