تكريم الطلبة المتفوقين بشيكات "كاذبة"


تكريم الطلبة المتفوقين بشيكات "كاذبة"



اخبارية عرعر – متابعات :
لم تدم فرحة طلاب متفوقين، ومعلمين مجتهدين طويلاً، عندما أهدتهم إدارة التربية والتعليم، نظير تميزهم «شيكات ديكورية»، مدون فيها أرقام مالية جيدة، إذ تبين لهم فيما بعد، أن هذه الشيكات ليست إلا مجرد ديكور جميل، تكون هدفاً للقطات كاميرات المصورين، من وسائل الإعلام المختلفة، والأهل، الذين حضروا حفل تكريم المتميزين، في شهر محرم الماضي، ورغم مرور نحو خمسة أشهر على الحفل، لم تستبدل هذه الشيكات، بأخرى بنكية، كما وعدتهم إدارة التعليم، وعندما يستفسرون عن السبب، يأتيهم الرد مبشراً، ولكن لا يتبعه أي بشر..
مبالغ كبيرة
بدأت المشكلة، عندما أقيم حفل جائزة إدارة التربية والتعليم للتميز، وتهدف هذه الجائزة إلى بث روح التنافس بين منسوبي الإدارة، من طلاب ومعلمين ومديري مدارس ومشرفين، ففي مساء الحفل، وفي حضور كريم من سمو نائب أمير المنطقة الشرقية، الأمير جلوي بن عبدالعزيز، تسلم المتميزون شيكات «ديكورية» لرفع معنوياتهم، فسعدت نفوسهم، وهم يرون مبالغ كبيرة، مسجلة في الشيك، وحيث حصل كل مشرف تربوي ومدير مدرسة ومعلم على مبلغ وقدره 10 آلاف ريال، بينما حصل الطلاب الفائزون على مبلغ وقدره خمسة آلاف ريال، وبعد انتهاء الحفل، تساءل الفائزون عن كيفية استبدال الشيكات الديكورية، واستبدالها بشكيات بنكية، فرد المسؤولون في إدارة التربية أن الشيكات ستصلهم بعد الحفل، وربما في اليوم الثاني، نظراً لانشغالهم.
انتهى الحفل، وذهب كل إلى حال سبيله، وجاء اليوم الثاني ثم الثالث والخامس والعاشر إلى أن وصلت المدة إلى ستة أشهر بالتمام والكمال، ورغم ذلك، لم يستلم المكرمون شيكاتهم. وأبدى الطلاب الفائزون استياءهم وانزعاجهم من هذا التصرف، الذي وصفوه بـ»الغريب»، متسائلين «من الأخير.. هل هناك جوائز أم لا؟!».

رد فعل
ويقول أحدهم: «منذ أن سمعت عن هذه الجائزة، وأنا أسعى إلى الوصول إلى منصات التكريم، للفوز بها، لأنها في الواقع، خلقت حافزاً لي ولزملائي الطلاب»، مضيفاً «لا أخفيكم سراً أنني تعبت وسهرت الليالي، واجتهدت إلى أن وصلت ولله الحمد إلى منصات التكريم، ولعل الجميع يعلم أن إدارتنا هي القدوة لنا في التعامل والمصداقية والشفافية، ولكن بعد مرور ستة أشهر، لم نستلم خلالها مبالغ الجائزة، فإنني لا أجد مبرراً للإدارة في هذا الأمر»، موضحاً «أنا وبقية المتفوقين من أساتذة وطلاب نتساءل في كل يوم هل وصلت الجائزة لأحدنا، ونتابع ولا نتردد أن نسأل ونستفسر عن موعد وصولها، فتأتي الإجابات مبشرة، ولا يتبعها رد فعل قوية.

التربية والتعليم
وذكر أحد مديري المدارس المكرمين: «أخشى أن يفقد منسوبو إدارة التربية ثقتهم فيها، لا سيما وأن هناك طلاباً جدداً، قد لا يدركون ملامح الروتين الممل، ويفتحون أعينهم على مثل هذه التصرفات اللا مسئولة من إدارة حكومية، الأمر الذي يجعلهم يأخذون انطباعاً سلبياً عنها».
فيما أشار مشرف تربوي، حاصل على الجائزة ذاتها، إلى أن «الأمر فيه الكثير من علامات الاستفهام، لاسيما وأن مجموع الجوائز بسيط، لا يتعدى 100 ألف ريال»، متسائلاً «هل عجزت إدارة التربية والتعليم عن دفع أو توفير هذا المبلغ، في الوقت الذي تسعى لإقامة مشاريع وبرامج بملايين الريالات؟، مؤكداً أن «هذه المشاريع، تؤكد أن الأموال موجودة، ولا مشكلة فيها، وتشير أيضاً إلى أن إدارة التربية والتعليم، تتعامل مع الجوائز على أنها طرف، لا فائدة منه، ويمكن تجاهلها والتغاضي عنها».
شفافية القول
ودعا أحد أولياء الأمور إلى حسم هذا الأمر، واتباع أقصى درجات الشفافية في القول والفعل، وأن يتسلم كافة الفائزين جوائزهم، ولا عذر لإدارة التربية والتعليم في تأخير الجوائز»، مضيفاً «أقول للمسؤولين في إدارة التعليم، إذا لم تستطيعوا أن توفوا بالعهد، وأنتم الصرح التربوي الأول في المنطقة، فلا تحرجوا أنفسكم بالوعود الزائفة, وبالتالي ليس هناك حاجة لإقامة أي حفل للمتميزين».

الشركة الداعمة
وتابع ولي أمر أحد الطلاب المكرمين «اصطحبت ابني في قاعة الحفل، وأنا في غاية السرور، لأنه حقق هذا الإنجاز، بصرف النظر عن الماديات»، مضيفاً «ولكون ابني طالباً في المرحلة الثانوية، فقد فرح كثيراً بالمبلغ المادي الذي لم يستلمه إلى الآن، وهذا أعتبره عين الخطأ وقمة الاستخفاف بعقول الطلاب وأولياء أمورهم»، موضحاً «إن كانت الإدارة اتفقت مع شركة أخرى لتأمين الجوائز، فليس من حقها أن تعلق تسليم الجوائز ستة أشهر، وعليها أن تبادر في تسليمها في أقرب وقت، ومن ثم تقوم هي بحل الخلاف بينها وبين الشركة الداعمة».

«التربية»: المشكلة قائمة.. وحلها خلال أيام
اعترفت وحدة العلاقات العامة والإعلام في إدارة التربية والتعليم أن مشكلة صرف الشيكات للمتميزين من الطلاب والمديرين، مازالت قائمة، مؤكدة في الوقت نفسه، أن الجهود قائمة، من أجل إنهاء هذه المشكلة في أقرب وقت ممكن.
وأشار فهد العنزي مدير الوحدة إلى أن «إدارة التربية والتعليم حرصت على إشراك المؤسسات الأخرى، في المناسبات التعليمية، من أجل توفير الدعم لمثل هذه الاحتفالات»، مضيفاً «وبالفعل فقد تم الاتفاق مع الداعم لتولي تكريم الفائزين، وتمت الشراكة بين الجانبين، إلا أنه وللأسف الشديد، إلى اليوم لم يتسلم الفائزون جوائزهم، بسبب تأخر الداعم في الإيفاء بما تعهد به»، مؤكداً أن «إدارة التربية والتعليم حريصة كل الحرص على الوفاء لمنسوبيها كافة بما تعهدت به، ويجب أن يعلم الجميع أن الأمر خارج عن إرادة التربية»، واعداً بـ»إنهاء المشكلة في غضون أيام قليلة».
وقال العنزي في رده على اقتراح بصرف الجوائز من مستحقات ميزانية التربية، ثم إعادتها عندما يفي الداعم بتعهداته، حتى لا يتفاقم الأمر، قال: «لا شك أن الميزانية الخاصة بالتربية لها أوجه تصرف فيها وفق الضوابط والأنظمة المعمول بها، واستبعد أن تصرف الإدارة من ميزانيها الخاصة لتوفير الجوائز»، مؤكداً «هناك بنود تصرف فيها الميزانية، وما وعد به الداعم من جوائز للفائزين في مسابقة الإدارة للتميز سوف يصل في القريب العاجل».


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com