اغتيال غزه


اغتيال غزه



اغتيال (غزه )

بقلم عيد بن محمد العويش *

غرقت (غزه ) في بحر تلاطم المصالح وضاعت قضية كانت تتلهف للحل
(فتح ) و(حماس ) تتقاذفان الكرة والأهداف تسجل في مرمى ذلك المواطن البسيط الذي فقد أبنائه وأسرته وجميع أقاربه بسبب عناد وكبرياء البعض الذي أبى إلا أن يتباهى بالقضاء على ما تبقى مابقي من هؤلاء المساكين الذين يتلقون قذائف ألـ f16 بصدورهم العارية وسط كبرياء واستعلاء أضاع دماء (الغزاويين ) هدرا دون أن يحرك ذلك ضمير العالم الذي مازال صامتا عدا عن بعض مسيرات مشاغبه هنا وهناك .
أن الوضع المأسوي الذي يعيشه إخواننا في القطاع ليجعل الحجر يتفطر كمدا وألما وحسرة من تخاذل بعض الحكومات التي أبت إلا أن تجير الموقف لصالحها بعيدا عن مصالح هؤلاء الصابرين الذين ذهبوا هباء جفاء في سبيل تصفية حسابات بين تيارات تتجاذب القضية الفلسطينية دونما حياء من ذلك الفلسطيني الذي فقد جميع أطفاله تحت مرأى ومسمع من الجميع .
وما أمر من نرى تلك المحطات تدافع عن أنظمتها متهمة أخرى تعاملت مع الموقف بمسؤولية وواقعية فما فائدة اتهامات وظنون تتقاذفها السنة المذيعين في محطات أشغلت نفسها باعتبارات تلميعية لبعض الأنظمة وغابت عن الحدث الأهم (جريمة اغتيال غزه ) .
لماذا نلوم الدولة العبرية (إسرائيل ) على ماقامت به من إخلاص متناهي لمواطنيها؟ ولماذا لا نتعلم منها ذلك الحرص الفائق على سلامة مواطنيها والذي وصل إلى درجة أن تخوض حربا هنا وهناك بل أن اجتياح (غزه ) كان لمجرد انزعاج بعض مواطنيها من سماع مفرقعات أسميت مجازا ( صواريخ ) قذفت هنا وهناك دون وعي وإدراك بما ستؤول إليه الأمور وما فائدة تلك القذائف التي أوجدت ذريعة وتعاطف دولي معها فأصبحت من معتدي إلى ضحية في لعبة سياسية لم يجيدها إخواننا في منظمة (حماس ) لتذهب تلك الأرواح ثمنا رخيصا لتلك المغامرة ويضيع صوت الحق في معترك أحداث متسارعه ومؤلمة ويظل عداد الضحايا يتسابق مع الزمن في تسجيل شهادته على هذه الجريمة .
وهاهو (مشعل) من خلف الأبواب وفي وسط قصور فارهه يتباهي بصمود أبناء (غزه ) الذي وصل إلى حد الفناء ويطالب باستمرار الوضع حتى ولو وصل الحال إلى فناء جميع السكان فمن لم يمت من قذائف الطائرات سيموت حتما من الجوع فالمهم هو أن لا نتراجع في مواقفنا فأن ذلك سيكون حتما سيئا لواجهة منظمة (حماس ) فكل شئ لعيون (حماس يهون ) .
إن النظرة الواقعية للأمور تجعل من المنطقي القبول بأشباه الحلول وليس بالحلول .
أن نصرة القضية الفلسطينية تتطلب مشروعا كفاحيا على جميع الاصعده وليس بمجرد ردود أفعال وانفعالات طائشة ولنتعلم من السيرة النبوية ما يجعلنا نستعيض عن بعض النظريات والاعتقادات والتوجيهات التي نتلقفها من هنا وهناك .
ولنعد لمقولة الملك عبدا لعزيز يرحمه الله (دعوا فلسطين لأهلها ) فهي الحل الحقيقي للوضع الحالي ، وما افترقت كلمة أبناء الوطن الواحد إلا بعدما سمحوا للآخرين التدخل في شؤونهم فهنا تيار يوالي دولة ما وآخر في جهة أخرى وتيار آخر جعل من (تخوين ) الجميع قضيته ورسالته فضاعت القضية في تصفية حسابات بين تيارات متباعدة ومتنافرة .
ولندع للعقلاء متنفسا من الحرية لعلهم يخرجون بشئ من الحل لتدارك ما بقي من شعب يتضور جوعا وينزف دما ليبقى وحيدا في معركة فرضت عليه ولم يختارها أبدا .
أن التعامل مع دولة لا تؤمن إلا بمبادئها فقط لاغير تجعل من المنطقي والعقلانية عدم التعامل معها إلا وفق مبادئها .
ولحين توقف آلة الحرب ندعو الله أن يحفظ أطفالنا وأمهاتنا وعجائزنا وأن يثبت المجاهدين الصابرين الذين لا يبتغون سوى الشهادة وأن يلهم إخواننا في المنظمات الفلسطينية العقل والبصيرة والحكمة فلعلهم يحترمون ماتعاهدوا عليه بجوار بيت الله وأن يمن المولى عز وجل بالنصر لأهل غزة على عدوهم ، وأن يؤيدهم بجند من عنده انه نعم المولى ونعم النصير .

• صحفي في جريدة (الاقتصادية )
• Eid 5053@yahoo.com


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com