( ياسعد.. تكفى )


( ياسعد.. تكفى )


نواف الرويلي
نواف الرويلي
         

إقرأ المزيد
( ياسعد.. تكفى )
بحارتنا إرهابي
التفاصيل

وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2640684.html

مازلت والله كلما تذكرت المقطع أصابني دوار, وكأني فوق برج عالي أنظر من حافته إلى الأرض
أي قلب يملكه هذا الداعشي الخائن؟
ولو كان تحت تأثير المخدر, كان( نص مصيبة) , إذ لايشعر بنفسه. أما وهو بعقله, فهذا الذي لايقبله عقل..

اللحظات الأخيرة للمقتول – رحمه الله –تمر لحظاتها عصيبة, وأنت ترى المغدور به مكتوف اليدين, لايمكلك لنفسه حولا ولا قوة, وقد قام على رأسه صفيه وخليله وقريبه يتوعده بالقتل, وأن يجعله عبرة للجنود, وهو ينخاه ( تكفى ياسعد)
ياالله أقُد قلبه من حجر؟
إن توسلات المغدور به واستغاثته وانتخائه, تدك الجبال الصم, فما بالها ماحركت فيك – أيها الداعشي- ساكنا
وين العيش والملح, وقد عاش معك وبجوارك؟
أنسيت السنوات التي أمضيتها معه؟
أنسيت مرحلة الطفولة والمراهقة وبعدها الشباب التي قضيتماها سويا.
أنسيت القرب واللحم والدم؟
لماذا تركت هذا كله, ولأجل من ؟
أتقتل قريبك المسلم, وتعق والديك, ثم تكبر الله على ذلك؟

عندما قرأتُ استفتائه للدواعش عن حكم استعمال رشاش أبيه للقتل بغير إذن أبيه
هل يجوز أم هو حرام, تذكرت قصة ذلك الرجل الذي سأل أحد المشايخ, فقال له: ياشيخ إني زنيت والمرأة التى زنيت بها حامل من الزنى.
فقال له الشيخ : ياهذا, لماذا لم تعزل؟ حتى لاتبوء بإثم الزنا وإثم الولد (ابن الزنا)؟
قال: يا شيخ سمعت أن العزل مكروه.
فقال له الشيخ : أهلكك الله !!! سمعت أن العزل مكروه و لم تسمع أن الزنا حرام!!

وما أشبه اليوم بالبارحة, فهذا الخارجي من أولئك الذين يتورعون عن التمرة ويقتلون صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم, ﻗﺎﻝﺍﺑﻦﻛﺜﻴﺮ رحمه الله:
” ﻭﻛﺎﻥ ﻣِﻦ ﺟﻤﻠﺔِ ﻣَﻦ ﻗﺘﻠﻮﻩ – ﻳﻌﻨﻲﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ – ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺧَﺒَّﺎﺏ ﺻﺎﺣﺐ رسول الله صلى الله عليه وسلم
ﺃﺳَﺮُﻭﻩﻭﺍﻣﺮﺃﺗَﻪﻣﻌﻪﻭﻫﻲﺣﺎﻣﻞ – ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ: ﻣَﻦ ﺃﻧﺖ؟ – ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺧَﺒَّﺎﺏ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ﻭﺃﻧﺘﻢﻗﺪﺭﻭَّﻋﺘُﻤﻮﻧﻲ.
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﺑﺄﺱ ﻋﻠﻴﻚ ، ﺣَﺪِّﺛْﻨﺎﻣﺎﺳﻤﻌْﺖَ ﻣِﻦ ﺃﺑﻴﻚ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺳﻤﻌْﺖُﺃﺑﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﻤﻌْﺖُﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صلى الله عليه وسلم ﻳﻘﻮﻝ: ( ﺳﺘﻜﻮﻥُ ﻓﺘﻨﺔٌ، ﺍﻟﻘﺎﻋﺪُ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻴﺮٌ ﻣِﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ، ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻢُ ﺧﻴﺮٌ ﻣِﻦ ﺍﻟﻤﺎﺷﻲ، ﻭﺍﻟﻤﺎﺷﻲ ﺧﻴﺮٌ ﻣِﻦ ﺍﻟﺴﺎﻋﻲ) ﻓﻘﺎﺩُﻭﻩ ﺑﻴﺪﻩ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﺴﻴﺮُ ﻣﻌﻬﻢ ﺇﺫ ﻟَـﻘِﻲ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺧﻨﺰﻳﺮًﺍ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﻫﻞِ ﺍلذّمة ﻓﻀﺮﺑَﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺴﻴﻔِﻪ ﻓﺸَﻖَّ ﺟﻠﺪَﻩ ، – ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺁﺧَﺮ: ﻟِﻢَ ﻓﻌﻠﺖَ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻮ ﻟِﺬِﻣِّﻲ؟ ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬِﻣِّﻲّ ﻓﺎﺳْﺘَﺤَﻠَّﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ!
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻬﻢ ﺇﺫ ﺳَﻘَﻄﺖْ ﺗﻤْﺮﺓٌ ﻣِﻦ ﻧﺨﻠﺔٍ ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﺃﺣﺪُﻫﻢ ﻓﺄﻟﻘﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﻓﻤِﻪ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺁﺧَﺮ: ﺑﻐﻴﺮ ﺇﺫْﻥٍ ﻭﻻ ﺛَﻤَﻦ؟ ﻓﺄﻟﻘﺎﻫﺎ ﺫﺍﻙ ﻣِﻦ ﻓﻤِﻪ! ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻗَﺪَّﻣﻮﺍ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺧَﺒَّﺎﺏ ﻓﺬَﺑﺤُﻮﻩ، ﻭﺟﺎﺀﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻣﺮﺃﺗِﻪ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﺇﻧﻲ ﺍﻣﺮﺃﺓٌ ﺣُﺒْﻠﻰ ﺃﻻَ ﺗﺘﻘﻮﻥَ ﺍﻟﻠﻪَ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ! ﻓﺬَﺑﺤُﻮﻫﺎ ﻭﺑَﻘَﺮُﻭﺍ ﺑﻄﻨَﻬﺎ ﻋﻦ ﻭﻟﺪِﻫﺎ ”

إن المتأمل في هذه الحادثة – أعني حادثة الشملي- لاينقضي عجبه .
فمتى بلغ به الشر هذا الحد وهو في بداية العشرين؟
فضلا عن أخيه الذي لتوه خرج من الطفولة ..

ثم لم يردعه منظر القتل والموت, -وهي أول مرة يقتل فيها-, فخرج برشاشه يقتل من لقيه, ولا يتحرك قلبه, فأي قلب أُغلق عليه صدرُه.
نعوذ بالله من الضلال والخذلان .

ولكم أن تتساءلوا مابال هؤلاء الأوغاد الخونة, يخونون و يغدرون بأقرب الناس إليهم, فمنهم من قتل أباه, ومنهم من قتل خاله الذي ربَّاه, وهذا يقتل ابن عمه, مابالهم يقتلون المصلين وهم ركوع وسجود في مساجدهم ؟

إن مايحصل من هؤلاء لاتعتقدوا أنه تصرف فردي, أو انحراف عقلي, أو هو نتيجة السحر أو الإكراه, كلا والله بل هو أمر تنظيمي, ومنهج عقدي, لايحيدون عنه ولا يميلون.

إن هؤلاء الأغرار الجهلة, أخزاهم الله, وأذلهم, يتبعون تعاليم تنظيمهم, وأقوال خليفتهم, خليفة الشيطان الرجيم, وإني سأنقل لكم بعض أقوالهم وتقريراتهم من مصادرهم الرسمية, ومن أقوال متحدثهم الرسمي, لتعلموا أن هذا عمل منظم, وإجرام مخطط (1)..
في مجلة دابق، العدد الخامس، من محرم، 1436هـ، -وهذه مجلتهم الرسمية-
يقولون : قال الخليفةحفظه الله- بل كبته الله وأذله- : “فيا أبناء الحرمين، يا أهل التوحيد، ياأهل الولاء والبراء، إنما عندكم رأس الأفعى ومعقل الداء، ألا فلتسلوا سيوفكم، ولتكسروا أغمادكم، فلا أمن لآل سلول وجنودهم”

وقال متحدثهم الرسمي في أحد بيانات التنظيم:
“فاعلموا أن لنا جيوشاً في العراق وجيشاً في الشام من الأسود الجياع شرابهم الدماء وأنيسهم الأشلاء، ولم يجدوا فيما شربوا أشهى من دماء الصحوات”

يعنون دماءنا ودماء المسلمين – المرتدين بزعمهم –
إن هذا التنظيم الجائر الظالم الضال المضل لايريد أن يقاتل الكفار الصليبيين أو الرافضة العلويين أو الشيوعية أو الصهيوينة, وإنما يريد قتال المسلمين والشرب من دمائهم ومجالسة أشلائهم, فلم يجدوا أشهى من دماء المسلمين.
قبحهم الله وأخزاهم

ويقول التنظيم أيضا في بيان رسمي له يدعو أنصاره ويستحثهم:
( فهيا أيها الموحد، لا تفوتنّك هذه المعركةُ أينما كنت، عليك بجنود وأنصار الطواغيت وعسكرهم، وشُرَطِهم، وعناصر أمنهم، ومباحثهم)
وقد ألقى زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي – قبحه الله -, خطاباً دعا فيه أتباعه إلى أنّ قتل عوام المسلمين العاملين في المؤسسات العسكرية والأمنية في السعودية أولى وأهم من مقاتلة الأمريكان والغربيين.
وليس هذا فحسب بل إنهم يكفرون العلماء والعباد وأولياء الله, فلم يقتصر التكفير على رجال الأمن , فهم يعتقدون أن المؤسسات الدينية التي ينشؤها الطاغوت الحاكم بغير ما أنزل الله – بزعمهم – هي مؤسسات ردة وكفر، فإنه طبقاً لذلك فإن التنظيم يعتقد أن هيئة كبار العلماء، ووزارة الشؤون الإسلامية، ووزارة العدل، ووزارة الحج؛ كلها مؤسسات ردة وكفر، وإذا كانت هذه المؤسسات مؤسسات ردة وكفر فهذا يعني أن كل أفرادها ومنسوبيها، من العلماء والدعاة ورجال الحسبة وأساتذة الجامعات, ومدرسي حلقات القرآن، مرتدون كفار خارجون عن الإسلام مباحو الدم والمال.

فوالله لهذا من العجب الذي لاينقضي , وأعجب منه أن ينضم لهذا التنظيم عاقل نشأ في بلاد التوحيد, يعرف مايريدون به وبأهله. فهل يرضى هذا المغرر به أن يأتي مقاتلو التنظيم إلى إخوانه وأخواته ووالديه ويسحبونهم برؤوسهم إلى الشوارع يتخوضون في دمائهم وينهبون أموالهم وينتهكون أعراضهم,
فإنهم يستبيحون نساء المرتدين ويزعمون أنهم سبايا.

وهذا أحد المنضمين لهم يقول بتغريدة له “والله إنني في أشد الشوق لأكمل مشوار رفاقي في الجزيرة، وأنحر المرتدين العساكر من أقاربي وغيرهم.”
فهذا الجاهل المسكين قد أقنعه التنظيم أن من أعظم القربات وأجل الطاعات أن يرجع الى السعودية ويذبح أرحامه وأقاربه العوام الذين يعملون في السلك العسكري؟!
وقتل الأقارب عندهم يدل على صدق البراءة من الكفار.

نعوذ بالله , نعوذ بالله , نعوذ بالله

إذن فالمسألة تنظيمية, لافردية, تعتمد على الفكر والتنظير والتخطيط..
وهذا يدعونا لبذل المزيد من الجهود, وحفظ الشباب, وتكثيف الدروس الدينية والتربوية, فإن من الملاحظ أن غالب من يسقط في شباكهم من غير الملتزمين بالمساجد والحلقات, ودروس العلم, بل هم من السذّج والحمقى والجهال.

إن هذه الحادثة مع ماتحمله من المآسي, ففيها من الخير مالايعلمه إلا الله
(وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)
فإن المجتمع كله,صغاره وكباره, رجاله ونساءه, بان لهم خطر هذا الفكر الخارجي, واستشنعوا هذه الحادثة الأثيمة, وعلموا أن الإرهاب والقتل لادين له, وضجوا بالدعوات بهذه الأيام الفاضلات, ولعها قد بلغت السماوات, على الدواعش ومن ناصرهم, بأن يرد الله كيدهم في نحورهم, وأن يكفي المسلمين شرهم.
وإن تلاحم الشعب مع حكومته في هذه الحادثة – وفي غيرها – مما يغيظ الخوارج والمتربصين ,ويسر المؤمنين. فالحمدلله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا.
ولا أظن أنه بقي من يتعاطف مع هذا التنظيم, إلا من أعمى الله بصيرته, وطمس الله على قلبه , وذاك الذي لاتنفع فيه المواعظ ولو تناطحت الجبال بين عينيه.

نسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان, وأن يجعلنا من الشاكرين الذاكرين, إنه جواد كريم

نواف معيوف الرويلي

———————————-
(1) بيانات التنظيم منقولة من مقال د. ابراهيم السكران
قتل الأهل والأقارب عند تنظيم الدولة
قراءة في الوثائق الرسمية للتنظيم – بتصرف –


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com