معادلة .. الأنا/ الآخر


معادلة .. الأنا/ الآخر



وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/25583.html

لن نحتاج إلى كبير عناء للولوج إلى مفهوم المعادلة التي تتشكل من «الأنا-الآخر»، من مستوى الفرد صعوداً إلى الجماعة وإلى العشيرة حتى انتقلت لتنظيم حضارة ما بمواجهة الحضارات الأخرى، هكذا علاقة يُتفق على ترابطها، ويحضر الاختلاف حول مفهومها. فقد نشأت هذه الجدلية مع دراسات الاستشراق بما أنه رؤية هذا الشرق من خلال الغرب.. فأخذ الغرب دور «الأنا» وأصبح ذاتاً، واعتبر اللاغرب هو «الآخر» وأحاله إلى موضوع، أنا دارسة، وآخر مدروس ، ويمكن لنا القول، إنها حالة تخضع لمن يمتلك أدوات القوة، إزاء من لا يمتلكها، مركب قوة ولدى الآخر مركب نقص..

إنها حالة حوار في وقت أصبح هذا الأمر محوراً ومنطلقاً للنتاج الفكري منذ عقدين، بل إنه أصبح في نظر مفكري هذا العصر هاجس كل التيارات الفكرية والأيديولوجية، للتأسيس كما يقول مجدي ممدوح في كتابه إشكاليات فلسفية معاصرة، للحقبة التاريخية المقبلة التي ينعتها بعضهم بعصر المدينة، وهذا يستتبع بالضرورة التأسيس لعلاقة جديدة وإرساء معادلة بين الذوات المختلفة سيتشكل منها عصر المدينة وهي بالتأكيد علاقة الأنا-الآخر التي تتشكل أو يعاد تشكيلها عبر الحوار بين طرفي هذه الثنائية.

الأنا – الآخر ثنائية راسخة بجذورها في صميم الوجود الإنساني، فالإنسان لا يعرف على وجه الحقيقة سوى ذاته، فتصبح الذات هي مركز الوجود ومحور كل حقيقة ومصدر كل معرفة، وهناك من يرى وجود الآخرين مرتبطاً بوجوده فحسب، بناءً على أن الآخر لن يكون موجوداً بانتهاء هذه الأنا، بمعنى أنه بموت هذا الشخص ينتهي الوجود الدنيوي بالنسبة له، وهنا يتبين التفكيك العميق لهذه الثنائية، ومدى الحاجة للوقوف على تناقضاتها.

بذلك يمكن لنا أن نتعرف على تناسل الصرعات الإنسانية المستمرة على كافة المستويات، نتيجة التمركز حول فرض إرادة الذات بديلاً عن العقل، وتهميش أنموذج التواصلية وشروطها لاكتمال معرفتنا عن الآخر من خلالها وبعيداً عن الإقصائية.

طالب فداع الشريم
@taleb1423

 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com