(علاقات جامدة)


(علاقات جامدة)


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2617960.html

الإنسان مدني بطبيعته يعشق الأنس ويميل إلى التواصل مع الآخرين وبناء جسور التعارف والتفاعل معهم ينتظر إجازة نهاية الأسبوع بفارغ الصبر ليجتمع بمن يحب وتربطه بهم علاقة ما قد تكون قرابة أو صداقة أو ارتياح أو واجب .

تحمله خطاه وسقف أمنياته في قمته ويبدأ سقف الأماني بالانحدار المحبط .وجوه متلونه بقناع التواجد وأفراد متقوقعين على أنفسهم رغم قرب الأماكن أنظار معلقة بأجهزة الجوال الجميع حاضر غائب كبار أناملهم تنتقل بين المنتديات وبين صفحة تلك وذاك ، وابتسمات تعلو الشفاه. وصغار عيونهم وأبصارهم محدقة بأجهزتهم انفعالاتهم واضحة صرخاتهم حذره.

عبارات التشجيع انتصارات تارة وإخفاقات أخرى وخارج تلك الدائرة المشغولة مسن أومسنة لايجد من يصغي له أو يوجه له حوار والحوارات تًُؤد قبل ان تبدأ لأنك تحاور نفسك صوتك لايسمع تأتيك ايماءات مصطنعة تفتعل التواصل والتفاعل زيارات جامدة وتواصل يحتضر وحوارات مبتورة وأصوات غير مسموعة وبالمقابل تفاعل حي وتعابير جسد معبرة مع من تبعدنا عنهم المسافات صدى صوتك يرتد لك لإنشغال من يجالسك برسائل منسوخة ليست بها روح أو عبارات معادة وأخبار مشوشة غير صادقة ودعابات ورغم ذلك إقبال وتفاعل وأجساد حولك بالقرب منك أنفاسا حية لا نستشعرها ولانلتفت لها نعود من زياراتنا ونحن نحمل خيبة أمل على شوق للقاء أماته البرود وبمنافسة شديدة من وسائل التقنية التي جذبت الجميع إليها وجعلت تحولا هائلا وكبيرا في العلاقات الاجتماعية تغييرا ليس بمقدور أي شخص في وقتنا الحالي أن يبقى بمنأى عنه وعلى الرغم من إيجابيات تلك الأجهزة والتي يصعب حصرها الى أن سلبياتاها اغتالت العلاقات الأسرية والاجتماعية بين البشر وأضعفتها وأوشكت على بترها أجهزة أثرت على قوة الألفة ودفء المشاعر بين الأفراد فهل ستصمد الزيارات العائلية أم ستغني عنها قروبات المجموعة.

بقلم : سهام الرميح


6 pings

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com