مودة ورحمة


مودة ورحمة


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2619330.html

قال تعالى في كتابه الكريم﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(21)﴾ الروم .

 

من أعظم مقاصد الزواج في الشريعة الإسلامية أن تبنى الحياة الزوجية على روابط قوية من المودة والرحمة فالعلاقة الزوجية أقوى رابطة بشرية لأنها علاقة عاطفية تكاملية لا تفاضلية تقوم على ناحية فطرية وجانب غريزي مكملان بعضهما البعض فكل من الزوجين ضروري للأخر ومكمل له المرأة خلقت من ضلع أدم حتى لاتستغني عنه , وحتى يألفها هو ويحتاجها ,فالحياة الزوجية السليمة قوامها السكينة والمودة والرحمة وقد يجهل البعض معاني هذه الكلمات لأنه أعتاد سماعها فيظن أنها كلمات مترادفات تحمل دلالات معنوية واحدة (فالسكينة ) مطلب الرجل الذي يبحث عنها في الزواج الشرعي فإذا وجدها استقرت نفسيته وهدأت عواطفه وأصبح يعطي مودة ورحمة تحتاجها الزوجة وتبحث عنها فطرتها و(المودة ) أسمى وأقوى أنواع الحب ,فالمرأة قدمت السكينة ووجدت ثمنها العطاء والمودة والرحمة .. أنها معادلة تكامل وتناغم وانسجام واضح عطاء يثمر عطاء واحتياج يلبي احتياج, فالمرأة هي من تمنح السكينة بدفء عواطفها ورقة مشاعرها وحبها لزوجها وابتعادها عن النكد والوقوف على الهفوات وتضيق الخناق على الزوج بالحنان والمراقبة والغيرة والاهتمام الزائد فالمرأة خلقت لتمنح سكينة تحتاجها فطرة الرجل قال عليه أفضل الصلاة والسلام ((ما استفاد الرجل بعد تقوى الله خيراً من امرأة صالحة .. إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله)), فالمودة والرحمة صفتان متلازمتان تحققان الهدوء النفسي والاستقرار المنشود من الزواج فإذا اختفت السكينة من بيت الزوجية بحث عنها الزوج مع امرأة أخرى بطرق شرعية أو غير شرعية ولتحقيق السعادة الزوجية لابد من تكاتف الجهود بين الزوجين والبعد عن الأنانية وتطبيق مبدأ القوامة الحقة التي تتمثل في النظر إلى ماجبلت عليه المرأة من ضعف ورقة وبحث عن الأمن النفسي والاهتمام والحنان والحب قولا وفعلا وإشباع اهتمامها للحب الرومانسي بالقول المعبر وعدم النظر إلى ميولها الفطرية والنفسية نظرة ازدراء واستخفاف وتجاهل فالرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كان يدرك صغر سن عائشة رضي الله عنها وهذه تقول رضي الله عنها (( لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بالحراب في المسجد وإنه ليسترني بردائه ,لكي أنظر إلى لعبهم ,ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا الذي آمل فأنصرف ,فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو )) والمرأة تُعلي الرجل وتقدره وتقدم له كلمات الشكر والثناء وتدرك احتياجه وتشبعه وتظهر الحب له باعتدال وتدعمه بكلماتها الايجابية الواثقة بقدراته ولا تقوم بدوره أو تسنده إلى أحد غيره تشعره بضعفها معه وبدونه تتجاوب مع حزنه وتأنس بفرحه تفخر بانجازاته وتقدم له الدعم والعون والمساندة تكون طفلته الصغيرة المدللة وأمه المساندة لا الموجهة المرشدة وصديقته التي تسمع وتتفهم , فإذا فهم كلا الزوجين دورهما الحقيقي سارت سفينة الحياة رغم فتور العلاقات حينا ورغم ما يعترض الحياة من مشكلات وزوابع فينعم كلا الزوجان بالراحة النفسية والاستقرار والسعادة التي تمتد ظلالها الوارفة لينعم أفراد الأسرة بالتكيف والراحة والانسجام .

 

بقلم / سهام الرميح
مدربة معتمدة لبرنامج المقبلات على الزواج


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com