مُثنى وثلاث للمعلمين فقط


مُثنى وثلاث للمعلمين فقط


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2627939.html

لا أحد منا نحن التربويون ينكر الشعور بالسعادة الغامرة التي تملأ قلوبنا ومشاعرنا والارتياح النفسي منذ تعيين وزيرنا الجديد الطموح رغم حداثة المدة وقصر العهد ,إلا أن التفاؤل والأمل بمقدمه بارقة أمل أكبر من كل القرارات والإنجازات الملحة التي أقرها , وإذا بحثت عن السبب الحقيقي لذلك الارتياح رغم أن المطالب لازالت قائمة وتحقيقها لازال أماني وأحلام وبالرغم من ذلك هناك أمل وإشعاع نور قوي بعد أن كان بصيصا خافتا أوشك أن ينطفئ ,فمرجع هذا الشعور وسبب الارتياح القوي؛ شفافية الوزير ووضوحه وجسور التواصل الممدودة والمفتوحة أمام منسوبي وزارته, فالأصوات مسموعة 00والمطالبات محل الاهتمام 00 والقرارات معلنة وهي في مهدها 00 والتعاطف واضح وجلي بردوده وتغريدا ته 00الاقتراحات مدروسة وهذا ما نحتاجه ونبحث عنه وزير يقف مع المعلم ،(وشعاره مع المعلم ) أذاب الفواصل الهيكلية وكسر الحواجز ,فوزيرنا باهتمامه بما يدور بالميدان التربوي أثبت أنه معلم رغم أنه لم يمارس مهنة التدريس ولم ينتسب لها ,ولكن اهتمامه بالتعليم واضح ,فكتابه (تعلومهم ) خير شاهد على ذلك ؛فقد نقل عصارة خبرات وتجارب الشعوب بالتعليم لمحاكاتها والاستفادة منها ,فمربي الطفل أقدر على إدراك وفهم احتياجاته أكثر ممن أنجبه 00 وزيرنا الطموح الذي رسم صورة ُمشرفة للوزير السعودي بدون رسميات وبدون بشت ومن الميدان في طابور الصباح ؛ ويده الحانية على رؤؤس الطلاب ؛يقرأ ويستمع ؛ويعلق ؛ويتفاعل (نعم يتفاعل ويتعاطف ؛ويقرر بما فيه مصلحة الميدان التربوي ,وبما يخدم المصلحة العامة ,هذا هو وزير التعليم الدكتور (عزام الدخيل )الذي أحدث ثورة تقبُل في نفسية منسوبي التعليم نأمل ألا تكون جذوة تنتهي سريعاُ 0فالمتابع لأخبار الميدان التربوي يدرك حرص الوزارة على التطوير والارتقاء بمخرجات التعليم في وطننا -أدام الله أمنه- فالوزارة جملت ولونت الإطار وتناست المعلم ركيزة وأساس التعليم فراحة المعلم واستقراره وتكيفه مع المكان من أقوى الأسباب لإبداع وعطاء المعلم ,فالمغترب من المعلمين يعاني الكثير من بعد عن الأهل ؛وترك أطفال بحاجته ؛أو أماَ عجوزا يقطع المسافات لرؤيتها؛ ومعلمات ابتعدن عن أسرهن وتحملن مشقة البعد وألمه ,فليس بمقدور الجميع نقل أسرهم معهم وليس كل الأزواج متفرغين للنقل مع زوجاتهم والعكس 00الناظر لعدد المتقدمين للنقل الخارجي لدينا يدرك أن هناك قصورا بالتعيين من وزارة الخدمة المدنية ,فالتعيين بالتعليم كوجبة رجيم لاتسمن ولا تغني من جوع.

فنحن -الحمد لله- دولة غنية اقتصادياً فلماذا لا تطالب وزارة التعليم بتعيين يفوق الاحتياج مرات لأن الاحتياج دائما لا يصور الواقع الفعلي لأنه يبنى على أنصبة معلمين تصل للأربع وعشرين حصة وأعداد فصول؛ وأعداد مدارس ؛وأعداد طلاب؛ولا يواجه الظروف الطارئة.

لا أريد أن يفهم كلامي على أنني أطالب بعشوائية التعيينات بلا نظام وإحصائيات ؛ولكن أطلب بتخفيض أنصبه المعلمين لتتناسب مع استراتيجيات التدريس الحديثة ومتطلباته وزيادة الصفوف الدراسية ليقل عدد الطلاب بكل صف ويزيد فرص التعيين لمن نسوا ما تعلموا من بعد العهد وفقد الأمل. لماذا لا يفرغ أمناء مصادر التعلم والمرشدين الطلابيين ومشرفي النشاط ومشرفي المقاصف المدرسية ووو… حتى يتسنى للمعلم أن يتفرغ لمهنة التعليم برضى نفس ودافعية؛ فبذلك تزيد فرص التعيين لماذا لا يكون التعيين أكثر من الاحتياج بالتعليم؟ فمهنة التدريس ليست كالمهن الأخرى ,ورقة وتختم من موظف أخر بعدم وجود الموظف الأساسي. إنها مهنة بناء وتأسيس لا يقوم بها إلا فنان يملك مهاراتها .

فزيادة التعيين تزيد الأمل في النقل الخارجي وتحقق أمل الكثيرين ممن هم على قوائم الانتظار ,قبل صدور حركة النقل الخارجي :النفسيات أمل وتفاؤل وإنجاز. وبعد صدور الحركة خيبة أمل وخذلان 00لماذا يحطم النقل الخارجي أمال المتقدمين إذا أضاف المتقدم رغبة جديدة إلى رغباته يتغير رقمه وكأنه يقدم من جديد ! وسنة التقديم كالأرجوحة مرة أمام وأخرى خلف.

فلماذا يُقدم من له سنوات خدمة كبيرة بالتعليم على من ينتظر سنوات في التقديم ؟!فإذا هذا تكريماً لخدمته فتستطيع الوزارةُ مكافأته بطريقٍة أخرى لا على حساب من ينتظر دوره بشغف. وإذا عدل أحد المتقدمين عن النقل لماذا لا يكون دوره من نصيب الرقم الذي يليه ,لماذا لا يكون بكل سنة حركة نقل الحاقيه ننعش بها قلب من لم يحالفه الحظ بالنقل ,لماذا تحسب أيام الاضطراري غياب بعذر للمنقول وتدخل بمفاضلة النقل وهو حصل عليها برضى من إدارته وباحتياجه لها وكأنهم يبحثون عن معلم متغلب على ظروف الحياة !!

وزيرنا المفكر :الدمج بين وزارة التعليم والتعليم العالي سهل الأمر ويسره؛ إغلاق التخصصات التي لا يحتاج لها سوق العمل في بعض المناطق والتركيز على متطلبات كل منطقة واحتياجها مطلب ملح؛حتى لا يغرد المعلمون خارج السرب, ويبتعدون عن مدنهم ,وللصوت الذي يقول أنهم هم من طلبوا هذه المناطق وبناء على رغباتهم ولم يجبروا عليها !!
أقول لهم : الرغبة في العمل ,وخدمة الوطن, وظروف الحياة ,وصعوبة الحصول على تعيين في مناطقهم ,وفقد الأمل مع طول الانتظار, والرغبة بالبحث عن كسب حلال لمواجهة صعوبة المعيشة؛هو ما دفعهم بل أجبرهم على الموافقة على العمل خارج مناطقهم فهذا يحسب لهم لا عليهم!

بقلم / سهام الرميح

مشرفة تربوية/ عرعر


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com