ما هكذا تُورد الإبل يا عمتي


ما هكذا تُورد الإبل يا عمتي


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2628429.html

أثار قلمي, فيديو تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام ـ لسيدة سعودية تفتش عاملتها المنزلية “وهي تخفي آيبادا مسروقاً ,داخل ملابسها وتُعريها بطريقة تخلو من الإنسانية ,والخوف من الله . وعدم انتشار المقطع بصورة واسعة يدلُ على وعي مجتمعنا السعودي -أدام الله أمنهُ – على كرامةٍ الإنسان ,وعدم امتهان إنسانيته ,والاستخفاف بآدميته

,فهو يرفض أن تعامل العاملُة بلا مشاعر أو أحاسيس تُراعى ,فكرامة الإنسان ينبغي أن تُصان مهما كانت ظروفه ,وأوضاعه, وجنسه ,ومهنته؛ فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }وقال عليه الصلاة والسلام 🙁 لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى) فالإسلام صان عرض الإنسان ,وماله ,ودمه من التعدي ,والظلم ؛وتصوير المقطع ؛ونشره والتعامل باستعلاء فيه إساءة بالغة لربة البيت أكثر من الإساءة للعاملة ‘فأين الإنسانية !وأين حقوق من يشاركون بيوتنا وبكفالتنا !وأنت تُعري خادمة ضعيفة وتصورها !أعلم أن جرم السرقة عظيم ,ولكن الرحمة وحسن التعامل مع هذه الفئة التي قدمت من بلاد بعيدة ,وبيئات مختلفة ,ودين مختلف ,وربما مسلمة ولكن بمفاهيم مغلوطة ,نشأوا عليها واعتادوها ,وفقر استعاذ منه نبينا عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم 0لابد أن نُدرك أن العاملةً مخلوق يحس ,ويتمنى ,ويحلم ,ويغبط , ويحسد على النعم التي رآها و حُرم منها ينتقم ,ويحقد ,وقصص كثيرة لانتقام عاملات بأسباب, وبدون أسباب ؛فقط لأننا بين أبنائنا وأسرنا 0 العاملة استقدمت لتكون عونا لنا لا مملوكة عندنا نعاقبها بما نشاء ,ومتى نشاء؛ ونحن أبناء الإسلام ولنا في رسول الله قدوة حسنة في التعامل مع الخدم0 قال عليه الصلاة والسلام :(“إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ “)

من هي العاملة يا من تصبين جام غضبك عليها !وتستغلين ضعفها ,وتكلفينها فوق طاقتها ,وتستكثرين وقت الراحة عليها ,وتمنين بالراتب وكأنه صدقة أو هبة ,وحديثك بالمجالس : ماذا لديها من عمل 00وماذا تشتغل 00والحمد لله بيتنا صغير ما فيه شغل ,أو بيتنا كبير ولكن أنا أساعدها بكل شيء, وبمجرد أن تسافر العاملة أو تُفقد لأي سبب من الأسباب تجدها تبحث هنا وهناك عن عاملة بأية قيمة ,ومبلغ قد يصل لمهر عروس بوقتنا الحالي وتبرر ذلك بكثرة :العمل ,والتعب وهي من كانت قبل أشهر تعلن : شغالتي مرتاحة ما عندها شغل ,معظم وقتها نائمة 0 حقا عمتي ‘الشغالة ليست مثلك وظيفة بالنهار ,وخدمة وعمل بالبيت مساء ؛ولكن عملها لا ينتهي و يتكرر ,هذا يطلب ,وذاك يهدم مجهود ساعات في تنظم دولابه؛ ليحصل عل قطعة ملابس يحتاجها .وأم تناديها وهي في قمة انهماكها بالمطبخ ؛لتقدم وجبة الحليب لطفلها الرضيع, ارحموا من بالأرض يرحمكم من بالسماء فالعاملة لم تأت لبلادنا إلا بسبب الفاقة تركت أبناء وأسرة تفصل بينها وبينهم الحدود ؛فلو وفرنا لها سبل الراحة جميعها لبقي في نفسها شيئا من :الحنين ,والقلق ,على أهلها فتخيلي نفسك ‘في أجمل الأماكن ,وتقدم لك جميع الخدمات المريحة ,وراتب مغري ؛ولكنك بعيدة عن أطفالك وأسرتك :كيف سيكون شعورك؟ إذا رفضتي خطاب العاطفة ,فتذكري ما تقدم لك العاملة من خدمات فهي المساعد الأيمن لك

وجودها يمنحك وقتا لنفسك ,ولعملك فمعاملتها بإحسان يمنحك راحة وطمأنينة 0أعلم أن تصرف الكفيلة السعودية تصرف فردي لا يمثل مجتمعنا الذي تميز بإنسانيته ورحمته وتعاطفه فكم من عامله أعلنت إسلامها من حسن التعامل وكم عاملة اختارت العيش عند مكفولها أعوام طويلة فالتعامل بالطيب والإحسان له أكبر الأثر في كسب القلوب فالأسلوب اللين ومعالجة الأمر له دوره في علاج كثير من السلوكيات الغير مرغوبة 00تذكري يا عمتي أن العاملة إنسانة تملك قلبا يحبُ ويحقد فإذا لم ترجين حبها ,فاحذري من انتقامها! فظلم الآخرين لا يحقق أمنا0

بقلم / سهام الرميح

عرعر


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com