جروح تقنية


جروح تقنية


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2639629.html

للتقنية جروح منها ما هو بسيط ومنها ما لا يندمل حتى مع مرور السنين , وبالرغم من هذه الجروح إلا إننا لا نغفل عن ايجابياتها فالسعيد من أدرك قيمتها ونهل من فوائدها فكبح جماح نفسه وقادها إلى الطريق الصحيح وابتعد عن الخوض في دهاليزها المخيفة والمليئة بالوحوش التي تنهش الصدور وتدمي القلوب .
على الرغم من دخولي في هذا المجال و شعوري بالمتعة في تصفح كل ما هو مفيد إلا إنني بدأت أمقتها و أتوجّس منها .. فسلبياتها باتت تؤرقني ومشاكلها تحزنني , كلنا نعرف أن هذه التقنية سلاح ذو حدين إما أن يستخدم بشكل ايجابي أو العكس وهذا يعود إلى عدة أسباب مثل الخوف من الله والتربية الصحيحة والمبادئ والقيم الإسلامية التي زرعت منذ الطفولة حتى ريعان الشباب فأصبح الأساس متين , مبني على قاعدة قوية جعلته يدرك الصحيح فيتّبعه والخطأ فيبتعد عنه فهو في هذا العمر مخيّر لا مسيّر .

الحديث عن التقنية الحديثة وبرامج التواصل الاجتماعي حديث ذو شجون فلا تكفي مقالة أو عدة مقالات لتناول جميع جوانبها ولكن لعلنا نطرح أهم ما يشغلنا ألا وهو إدمان الأطفال لها دون وعي مسبق لأضرارها أو حتى تأجيل إقحامها في حياتنا إلى أن نبني قواعد وأسس سليمة في نفوس أطفالنا فلا ذنب لهم سوى أن طفولتهم أصبح الكترونية فالأجهزة الحديثة تلازمهم دون تقنين لكيفية استخدامها أو تنظيمها من قبل أولياء الأمور , وما يحز في الخاطر أن بعض الأهل جعلوا منها وسيلة ينشغل بها الأطفال عنهم ليمارس الأهل طقوسهم اليومية دون إزعاج فأصبحت هذه الأجهزة كالدواء لمن لا داء له .

#حكايا:
حكت زميلة لي عن موقف حدث معها حينما فتحت حساب ابنتها ذات العشر سنوات في برنامج الإنستجرام لتكتشف أنها على علاقة مع فتاة مراهقة سعودية تحكي لها عن معتقدات وطقوس تمارسها وتطلب من أبنتها تطبيقها وتخبرها أنها تسافر سنويا إلى إيران عن طريق البحرين لزيارة أقاربها هناك . أيضا صديقة لي تحكي قصة حدثت مع ابنها الذي يبلغ من العمر تسع سنوات حيث تعرف على شاب في العشرين من عمره عن طريق لعبة البلاي ستيشن ليطلب منه التعرف عن قرب أكثر وإرسال صوره عن طريق برنامج البلاك بيري ومع مرور الوقت أخذ يلح عليه بالخروج معه دون علم والديه ليلعب معه بلاي ستيشن في مكان وصفه له بالرومانسي و قد أعده خصيصاً لهذه المناسبة ولكن لُطف الله بهذا الطفل جعل الأم تقرأ هذه المحادثة وتدارك ما يمكن تداركه لحماية أبنها من هذه المصيبة التي كاد أن يسقط بها , هذا غيض من فيض والخافي أعظم .

# فتنة عظيمة:
دخلت علينا كلمح البصر أشغلت الكبير قبل الصغير كالقنابل الموقوتة بين أيدينا لا نعلم متى تنفجر .. قديما كان الأهل يشعرون بالراحة بمجرد دخول أبنائهم إلى البيت وإغلاق الأبواب عليهم .. أما الآن تغلق الأبواب وتجلس بجوار أبناءك ولكن لا تعلم في أي وادٍ هم يهيمون .. حقاً هذه القوة الناعمة .. قوية من حيث أضرارها على المجتمع وناعمة لا يشعر أحد بأضرارها إلا بعد الوقوع بها و تفاقمها ولو علم مجتمعنا مقدار الملايين التي تنفقها الدول الغربية لتنتشر بيننا و بالمقابل يبذلون الغالي والنفيس للتصدي لها في دولهم ..لأدركنا حجم المشكلة التي نعانيها فلا نتساهل في التعامل معها أو في اقتناء أطفالنا لها .

بقلم / فاطمة الرويلي


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com