الحب وحده لايكفي


الحب وحده لايكفي


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2702170.html

الاشياء التي يرددها البشر دائما رغم عدم قناعتهم بها أن قلوبهم ونفوسهم متسامحة لا تتبدل او تتغير نتيجة للمواقف الصادمة والخيبات التي يواجهونها من الأصدقاء وزملاء العمل والأقارب ولكن الصدمات تتحكم بعواطفهم وتجبرها على التوقف ؛ فالرصاصات المصوبة إلى قلوبهم تؤثر على نفسياتهم وتبدد صفو يومهم وربما غدهم وخاصة إذا كانت ممن يكنون لهم حبا داخلهم ويقدمون لهم احتراما ومزيدا من العطاء فردود أفعالهم حتى لو كانت صامتة إلا أن جراحها داخلهم نازفة .
فتنازلاتهم المستمرة لا تعني أنهم لا يتألمون فكسر القلوب لا يُسمع له صوت ولكن أنينه موجع ويزيد من ألمهم التجاهل والتغافل عن دورهم في تعكير مزاجهم وانتزاع سعادتهم في تلك الجلسة غير آبهين بما حدث لك من تحول. منتقدين صمتك وحساسيتك المفرطة وتقلب مزاجك المفاجئ فأنت الضحية وأنت الملام فالكلمات لا تكسر عظما ولا تترك أثرا ظاهرا ولكنها تحطم داخلك وتدمي فؤادك فالأبحاث والدراسات أكدت أثر الكلمات والمواقف سواء كانت إيجابية أو سلبية على صحتنا وسعادتنا فلو علم كل منا أثر كلمته على غيره لتردد عشرات المرات قبل أن ينطقها فالبعض يمارس دور سمك القرش ومتصيد الأخطاء في التجمعات العائلية أو الاجتماعية ليطلق سهام لسانه على الآخرين مبررا فعله بالمزاح مرة و بالصراحة مرة أخرى والبعض يحمل ترسبات بداخله ران عليها الزمن تنفجر عندأدنى هفوة بمقصود لم يفهم أو مفهوم لم يقصد والآخر يؤذيك بالتعليقات السخيفة متبعا استراتيجية (ما بآل أقوام ) وبعضهم معك أسد مفترس ومع غيرك حمل وديع يختار من الألفاظ أرقها ومن العبارات ألطفها يسارعون بتصوير وعرض هداياهم مدبجة بعبارات الامتنان بوسائل التواصل وهديتك الثمينة ترقد بالعزل الصحي يتوددن إليهم وكأنهم يطوقون اعانقهم بالعطايا فقط لأنهم يخشون الصدام معهم ولأنهم يتقنون سياسة الهجوم نفسها فتزداد خيباتنا وتتألم قلوبنا التي اشقت نفسها عندما رضيت أن تضمد جراحها بصمت دون حراك أو رحيل عندما التمست لهم اعذارا مرة وثانية وثالثة فلو تعامل الأقارب مع من تحمل ثورات غضبهم بابتسامة مغتصبة أو صمت قاهر كما يتعاملون مع غيرهم من الناس باحترام وتقدير للخصوصيات وعدم عتب على كل صغيرة وكبيرة والتماس للأعذار لما ساء التواصل فقمة القسوة في حق ذاتك أن تعيش على ارضاء من هم حولك وهم يتفننون في كسر قلبك الطيب لا لشيء سوء لطيبتك ورقي تعاملك فيتمادون في توجيه بوصلة قسوتهم نحوك . فعطاؤك لهم حق واجب في نظرهم ومجاملاتك لهم قربان إجباري والتودد لهم ضعف وحاجة ؛فيزرعون في قلبك جفوة صنعوها وغذوها بتماديهم بتجاهل مشاعرك والتنكر لعطائك فيجبرونك على التغير ويعتبون لتغيرك وصدودك فالمواقف الجارحة لا تحتاج ترجمة أو براهين فأنا لا أحتاج أن أعرف ما يكنه قلبك نحوي من محبة أنا أطالبك بحقي بالاحترام فأنا لاأقرأ داخلك فالعلاقات لا تبنى على الحب ؛فهدرك لكرامتي وانتقاصك مني سكين يطعن كبريائي فصمتي بقاء على ودك وليس خوفا منك فالتجمعات التي لا تهدينا فرحا ولا تزيدنا سرورا بترها أو التخفيف منها مكسب فنحن من نحدد قيمتنا فلا نصغر من شأننا حينما نرى سلاطة وتمادي الآخرين فلو كانت القيمة بالقوة والتسلط لكان الصخر أغلى من الألماس فرفع الاخرين لدرجة الملائكة مخيب ومحبط والبحث عن رضا من لا يهتم بمشاعرنا ومن مخالطتهم تسرق سعادتنا أول طريق لخسارة أنفسنا وصحتنا فالمواقف الصادمة تعيش بالذاكرة وتجتر الألم والضيق معها كلما استرجعناها فالذكريات المؤلمة المرتبطة بالعاطفة أكثر إيلاما من تلك المتعلقة بالألم البدني( ورب أثر كلمة أبلغ من جرح السهام ) فحاجتنا للتعامل الراقي فطري كحاجتنا للماء والهواء فالكلمة الطيبة صدقة واحترام إنسانية البشر مطلب فترك الأثر الطيب أجمل ألف مرة من ترك حرقة الكلمة فالاتزان المعتدل وترك مساحة بينك وبين الآخرين واختيار ألفاظك بدقة ضرورة لكسب قلوب البشر فإحراج الآخر ليس انتصارا والهجوم والمخاصمة وتعرية الناس والمكابرة وعدم الاعتراف بأخطائنا وتبرير تصرفاتنا ومطالبة الآخرين بتقديم كشف عن مناسباتهم وتحركاتهم والمبالغة في الصراحة والنصح العلني يفقد العلاقات استمرارهاوالتصادم معهم يجعلك وحيدا فكم من كلمة تسببت بقطيعة دهرا وكم من موقف تسبب بمعركة وكم من كلمة تقربنا من الجنة وكم من كلمة تبعدنا عن النار فالأرواح الراقية لاتقف على التوافه واحترامها للآخرين احتراما لذاتها فليس كل أمر يستحق الوقوف ,ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :”المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف , وخير الناس أنفعهم للناس “.
بقلم /
سهام الرميح
كاتبة سعودية /عرعر


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com