حيرتنا يا أقرع من وين نبوسك


حيرتنا يا أقرع من وين نبوسك



وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2758868.html

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:

كأني أرى ملامح الدهشة قد بدت تظهر على تقاسيم وجهك أيها القارئ تريث قليلا” حتى تعرف ماذا أريد… فمقالي أسميته بهذا المثل الشعبي:( حيرتناياأقرع من وين نبوسك )
فمقالي سيصف حالة ذلك الشخص الأقرع ..ولذا قلت واصفا” لها بإختصار: ((الذي لايعرف مايريد ويريد مالايعرف والعجيب أنه يريد أن يكون معروفا”))
بل ولعلك ستوافقني تلك الأفكار والآراء التي كان سببها هذا الأقرع..

ملاحظة: من ( الأقرع )؟
((من أقصده هنا هو كل شخص أطلق عليه لقب: (كاتب) وهو لايستحق هذا الوصف))
بداية لابد أن يعلم الجميع أن الكتابة والتأليف نعمة من نعم الله تعالى تمنح وتمنع كما أن لها أحكاما” وأعرافا” يجب معرفتها والإلتزام بها
فليس المقام أن تقال هنا في هذا المقال…
ولكن هي إشارات متفرقة يتضح من خلالها المقصود…
ويقصد بها تبيين الخلل….

منذ زمن ليس بالقريب وأنا أتابع بعض الصحف الإلكترونية ونشاطها ومدى تأثيرها على المجتنع وبلاشك كان لها تأثيرا” نافعا” على مستوى الفردي والجماعي تأثيرا” شمل القسمين :المعنوي والمادي…
ولذلك أدرك المجتمع حقيقة مايعرف (بالسلطة الرابعة) وبدأ يواكب تطورات هذه السلطة ومتطلباتها……
فمن المتطلبات هي توعيةالمجتمع وتثقيفهم من قبل المثقفين بشتى تخصصاتهم ……ومن وسائل التوعية في الصحف كتابة (المقالات)فبدأ الكتاب بنشر مقالاتهم وأفكارهم وتوجيهاتم في المجتمع الذي قدر هذه الأفكار والكتابات القيمة وقدر أصحابها …
ولكني سأذكر من كانوا مغايرين عنهم في الشكل والمضمون…
(وهنا مربط فرسي)
فكانت هذه الحادثة :(كعادتي أقرأ في ماينشر في الصحف فبينما أنا كذلك حتى وقعت عيني على أحدهم نشر مقالا” فقرأت المقال فإذا به مقال يمتاز بالبلاغة وقوة العبارة…
فقلت في نفسي يستحيل أن هذا الكلام من كلام فلان لأن الجميع يعرفه (بضحالة ثقافته وضعف ملكته) (فأرسلت لرئيس تحرير تلك الصحيفة وأخبرتهم برأيي مدعوما” بالمقال المسروق بالسنة والتاريخ حيث أن المقال نشر قديما” في أحد المنتديات.. ) وعجبا” لهذا حتى أنه لم يكلف نفسه أن يحاول أن يغير من المقال أو يقدم أو يؤخر بل أنه (قص ولصق )…..
والقصص في ذلك كثيرة وماخفي كان أعظم….
وتعجبت من هذا الصنف من البشر الذي همه فقط حب الظهور بل والتقليد الجائر فإذا غرد فلان غرد مثله وإذا علق فلان على موضوع علق مثله هَـلَُمّ جرًّا !!
بل ويعجب بنفسه حينما توضع صورته في الصحيفة ويظن أنه أوجد مفقود أوحرك ساكن حتى تخيل أنه نجيب محفوظ أو ابن العقاد …

ولذا أقول :
من الأمور التي لابد أن ينتبه لها كل كاتب وهي : أن القراء ليسوا في طبقة واحدة من الثقافة والإدراك فبعضهم لايعرف مايقرأ وبعضهم يقرأ مابين السطور.. كم أن القراء يميزون ويقيمون ثقافتك من خلال كتاباتك وأيضا ماعندهم من خلفيات عن مسيرتك العلمية والعملية….
ويتسائلون كيف ييصبح هذا الشخص كاتبا” وهو لا يستطيع أن يكتب سطرين أو أنه يتكلم لدقيقتين…

وأخيرا” :
أقول لكل كاتب تشتاق نفسه لأن يصبح كتابا” مشهورا” أومعروفا” أو ممدوحا”..
أن يتأمل في هذه العبارات.. التي أريدك أيها القارئ أن تتفكر فيما ورائها مما كان مرتبط بموضوعنا :
– قال تعالى :{ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها} ..
– القلم إن لم يكن به حبر لايكتب..
– لاتستخف بعقول القراء
– العبرة ليست بكثرة من يقرأ لك بل بمن استفاد من كتاباتك.

وختاما”: أقول كما قال الشاعر:
وما من كاتب إلا سيفنى
ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شئ
يسرك في القيامة أن تراه


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com