باب الإدارة


باب الإدارة


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2618728.html

 

العابرون شتى مع هذا الباب يختلفون باختلاف أجسادهم وأرواحهم وأنماط شخصياتهم فمنهم من ولد وفي فمه ملعقة من ذهب ومنهم من هو متعفف كل همه قوت يومه ومنهم السعيد و الشقي و الشاعر و معدوم المشاعر !!
باختصار ما هم إلا قصص مترامية الأطراف لا حدود لها , كل فرد هو البطل في قصته وجزء من قصة الآخر ما نعانيه مع من يمر من هذا الباب هو الحكم العشوائي المبني إما على الشكل الخارجي فقط أو على آراء من سبقوهم دون بذل أدنى جهد في التفكير بما سمعوه أو حتى شاهدوه !!

  • ما قبل الباب
    الجميع متأهب للدخول و كل شخص له طريقته الخاصة به , فمنهم من برمج نفسه على حمل مشاكله وهمومه وخبراته السابقة وتجاربه التي لا ينفك عنها حتى في عمله يكاد يكون بركان متحرك يخشى الجميع انفجاره في أي لحظة !!

 

  • على النقيض تماما نجد صاحب النفس السليمة وقد أغلق جميع ملفاته الخاصة بحياته والمخزنة داخل عقله بشكل مؤقت تاركاً خلفه حملاً ثقيلاً هو يعلم انه لا جدوى من حملها .. لذا يتنفس الصعداء فيدخل مبتسما و يكسب أجر النظرة المجردة للآخر دون التعمق في النفس البشرية وما تحمله من تراكمات بفعل السنين والظروف المحيطة به .. وإغفال العقل في فهم شخصية الآخر يسبب الكثير من المتاعب خصوصا إذا كنا ملزمين بالبقاء مع من يخالفنا الرأي والأسلوب والشخصية في مكان يجمعنا رغما عنا .

 

  •  ما بعد الباب
    هنا أنت تحت خيارين لا ثالث لهما إما الرضا بالبقاء وتفهم الآخر وفك رموز شخصيته وقبول هذا التحدي الكبير
    لأن فهم كل من يقابلك ليس بالهيًن بل يحتاج لمجموعة من المهارات والفنون التي تساعدك على البقاء في مكان يسوده الود
    أو إنك تعيش في صراع أبدي ينغص عيشك ويهلك صحتك ويجعلك في نهاية المطاف وحيداً بلا رفيق ولا حتى عابر سبيل !
    وما يهمنا في هذا الموضوع ليس الآخر.. بل الشخص نفسه , فكل إنسان مسؤول عن نفسه فقط و غير مكلف بالآخرين
    ولعل قصة نبينا يوسف عليه السلام تختصر الحديث وتضرب لنا أروع الأمثلة في حسن التعامل والتغافل عن الزلات ..

 

  •  أثناء العبور
    أعبر مثل البقية … و مع كل يوم تأمل في قدرة الله عز وجل وعجيب صنعه في إحصاء البشر ليس شكلا خارجيا فحسب وإنما في كل مكنونات هذا الجسد من روح ومشاعر ومعتقدات وقيم واعلم إنه مهما اختلفت الأقنعة والأدوار والمناصب التي يعتليها الإنسان إلا إنه في النهاية روح يحملها جسد تمثل قصة ستنتهي يوماً ما .. والرابح من كانت نفسه عالية همها رضا الله وجنة عرضها السموات والأرض , جعلني الله وإياكم من أصحاب النفوس العالية .

 

فاطمة الرويلي


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com