هُدى وشبابنا


هُدى وشبابنا


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2619525.html

في ليلة من الليالي الشاتية القارسة البرودة هرع شبابنا وبعضاً من العائلات في ساعات متأخرة من الليل مُسرعين متسارعين وكأن حدثاً مهولاً أصابهم ولكن هذا الحشد والتجمهر الكبير ما كان بسبب أمراً عظيماً ولكنّه لاستقبال سيدة الحسن والجمال (هُدى) التي كانت زائرة في ساعات متأخرة من الليل ومكتسية بلباس شديد البياض مما زادها حُلّةً وبهاءً وبالتالي هرعوا وتسابقوا مُعرضين أنفسهم وأهليهم وغيرهم للخطر غير المتوقّع وبذلك اشغلوا رجال المرور وغيرهم من رجالات الأمن الذين نذروا أنفسهم خدمة للدين والمليك والوطن وأهله فلهم منّا الشكر أجزله والتقدير أوفره وحفظهم الله من كل سوء ومكروه .
وقد انقسم الناس في استقبالها إلى فئات مختلفة : منهم من كان هائماً بحبها ومفتوناً بروعة جمالها وشدّة بياضها الأخّاذ للألباب ورسمها بصور شتّى وإبداعات مختلفة من الحفاوة والتكريم وآخرون مُشاكسين طائشين نسأل الله لنا ولهم الهداية والسداد آذوا أنفسهم وآذوا غيرهم ومنهم من لزِم بيته وحمِد الله وشكره بأنها وصلت وهو في أحسن حال ورغد من العيش وأمن وأمان وعنده ما الله به عليم من وسائل التدفئة الملبوسة والمحسوسة التي يتقي بها شدّة البرد وقسوته وتذكّر زمهرير جهنّم وسأل الله السلامة منها وذرفت عيناه حزناً وألماً لإخوان له في شتّى أصقاع المعمورة يلتحفون السماء ويفترشون الأرض وليس لديهم ما يسد رمقهم ويؤويهم ويقيهم شيئاً من ضررها وقسوة بردها لأنّه تمثّل قول الحبيب صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم (مثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ) أخرجه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير .
وهذا لا يعني أن نتشاءم أو نصبح بكائين لا نفرح بما آتانا الله من نِعم لا تعد ولاتُحصى ( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .
بل نحمد الله ونشكره ونتّعظ أن سلّمنا من أحداث وقلاقل وفتن تعصِفُ بمن حولنا يشيبُ لها الرضيع حيران .
بوح من الذاكرة :
لاننسَ أن ندعوا لمن كان بعد الله وتوفيقه سبباً بما نعيشه من أمن وأمان ورغد من العيش وقد طلب منّا أن ندعوا الله له .
اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تشفي والدنا خادم الحرمين الشريفين وأن تُمتّعه بالصحة والعافية وتجزيه عنّا خير الجزاء اللهم آمين.

 

محمد بن حوران العنزي


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com