أمير الوفاء


أمير الوفاء


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2620871.html

عندما تريد الحديث والكتابة عن قامة من قامات الفكر والعلم والمكانة التي يعتليها بحجم ومكانة هذا الأمير حينها تُدرك بلا شك أنّك تحتار من أين تبدأ وماذا تكتب …..
فقد عرفناه قبل ثلاثة وثلاثين عاما أيام دراستنا الجامعية بجامعة الملك سعود في الرياض حتى أنّنا في جلساتنا مع زملائنا بالجامعة نتمازح مع بعضنا البعض ونقول سنشتكي الدكتور (….) إلى أمير الوفاء يقيناً وجزماً منّا بأن أمرنا عندما يصله سوف يُحلّ وتنتهي معاناتنا ومشكلتنا .

ولازال في الذاكرة أشياء تستوقفني دائماً وأبوح بها ومما اختزنه في ذاكرتي حدثت مُشكلة ما في سكن الجامعة في وقت متأخر من الليل وكُنّا نغط في سبات عميق أمن وأمان ولله الحمد والمنّة وعندما هرعنا لكي نستطلع ما الأمر …. ؟
إلاّ وإذا به حفِظه الله أوّل الحاضرين يُباشر ذلك الحادث العرضي ويريد الاطمئنان علينا فجزاه الله عنّا خير الجزاء حينها عرفنا أنّه جدا حريص على كل ما من شأنه راحتنا مما زاد يقيننا بأن ما كُنّا نتمازح به هو حقيقة لا خيال وأنّ الأمر بعد الله إذا وصله سيُحل وسينتهي .

وكذلك عندما شرّف حفل خريجي الجامعة في سنة من السنوات وقد كانت الجامعة آنذاك قد تأخرت في صرف مُكافآت الطلاب أبلغه أحد الخريجين عن ذلك وعلى الفور التفت إلى معالي مدير الجامعة وقال له “تُصرف مكافآت جميع الطلاب ولا تتأخر ” و ماهي إلاّ أيام قلائل إلاّ وقد صُرِفت واستلمناها .
وكانت المبالغ آنذاك كبيرة لتأخرها عن الموعد المحدد لصرفها ولك أن تتخيّل كم من الدعوات التي دُعيى له بها وخاصة أنّ بعض من الطلاب متزوج ويعول أسرة كاملة .

أمّا إذا أردت الحديث عن وفائه فالوفاء عنده بما تحمل هذه الكلمة من معنى فهو وفيّا لوطنه ومجتمعه كيف لا وقد نشأ وترعرع وتتلمذ على يد السياسي المُحنّك الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه ومن بعده الأبناء البررة فقد كان نعم الوفيّ ونعم المخلص لجميع إخوانه رحِم الله من مات منهم وأسكنه فسيح جناته ولا ينسَ العالم أجمع عندما سطّر وضرب أروع أنواع الوفاء بمرافقته لأخويه رحِمهما الله أثناء علاجهما بالخارج سلطان الخير ونايف السيف الصارم بالحق ومعاضدته ومؤازرته لأخيه خادم الحرمين الشريف الملك عبدالله حتى السويعات الأخيرة من حياته وحمله على كتفه لمثواه الأخير رحمه الله .

وكذلك دعمه اللامحدود للعلم والدين وأهله واضح للعيان ومُشاهد وله جهود خيريّة واسعة وذو إطّلاع وثقافة فهو موسوعة بعلم الأنساب والحاضرة والبادية ومواقفه الطيّبة والوفيّة واهتماماته جداً كثيرة لايتسع المجال لذكرها بمقال ونحوه وماكتبته هو غيض من فيض والذي يتعمّق بقراءة سيرته الطيّبة يقف ويرفع عقاله احتراما وتقديرا له فقد عرفناه أميراً للوفاء فكيف به خادماً للحرمين الشريفين وملكاً للمملكة العربية السعودية ؟

خاتمة :
اللهم وفّق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لكل خير وصلاح للوطن وأهله وخدمة للإسلام والمسلمين وأحفظه من كل شرّ ومكروه وبارك لنا فيه .

مدير إدارة التدريب التربوي والابتعاث
محمد بن حوران العنزي


1 ping

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com