ضحية خطأ


ضحية خطأ


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2622357.html

الجميع يعلم بأن الإيمان بالقدر خيره وشره ركن من أركان الإيمان والرضا بما كتبه الله لكل فرد في هذه الحياة واجب ديني ودنيوي حث عليه ديننا الحنيف , قبل أن يصبح ثقافة دخيلة ينصح بها المفكرين والمثقفين لكي يحقق معها الفرد الاستمرارية و العيش في دنيا لا يأمن شرها وتقلبها أحد .

إذا نتفق جميعا على أن مبدأ القبول والرضا عند أي أمر يواجهنا في هذه الحياة إنما هو نابع من سنة نبينا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ولا جديد سوى تلك المسميات الحديثة التي غلفت بالكثير منها مثل التفكير الايجابي وهلمّ جره.
ما أريد أن أصل إليه هو أن الرضا يكون في أمر قد كتبه الله لنا وليس في أمر فرض من قبل أحد من البشر خصوصا إن كان هذا الأمر يؤدي إلي آخر محطات العمر وينهي معه الحياة والسبب بكل بساطة خطأ طبي !!

أصبح هذا العذر يتكرر كثيرا ولا حياة لمن تنادي , في ردع هذه الأخطاء بل على العكس تماما نجد من يحاول التستر
عليها أو حتى إخفائها , ولعل ما ذكر سابقاً من أهم الأسباب التي أدت إلى ذهاب الكثير من سكان منطقة الحدود الشمالية للعلاج في الأردن.

# حالة حزن
يشعر بها كل أهل الشمال خصوصا ذوي سلوى الفتاة ذات الستة عشر ربيعا و التي تعتبر ضحية من ضحايا الأخطاء الطبية
وما هي إلا حلقة ضمن سلسلة تتكرر بين الحين والآخر, إلى أن أصبحت أرواحنا مرهونة بين خطأ طبي أو إخلاء طبي !!
العجيب في الأمر أن من يحدث له مثل هذه الحالة يجابه الأمر وحده دون وجود لجنة متخصصة تتولى هذا الأمر
دون شكوى أو تظلم من ذوي المتوفي بحيث يصبح عملها المحاسبة و الضرب بيد من حديد على كل من اخطأ أو أغفل أو تهاون في عمله .

# موقف عابر
حدث لي قبل أيام في مستوصف خاص للأسنان فبعد سلسلة من المواعيد التي أعالج فيها أسناني أراد الدكتور أن يكمل علاجه ولكن في الأسنان السليمة والسبب هو خطأ في الملف حيث أطّلع على ملف لمريضة أخرى مع العلم إنني أخبرته بحالتي حينما دخلت عليه لتذكيره ولكنه تبرمج على ما قرأه في الملف , حينها أدركت عظم وخطورة تبديل ملفات المرضى خصوصا إذا كان المريض تحت التخدير الكلي ولا يعي ما يواجهه في غرفة العمليات وقد سمعنا في السابق الكثير من المآسي التي حدثت بسبب عدم التركيز في وضع الملفات أو الخطأ في كتابة أسماء المرضى حينها حمدت الله على العافية وإنني لست في حالة تخدير لكي أتمكن من إيقاف يد هذا الطبيب ليقوم مسرعا إلى الملفات الموجودة على مكتبه ليتأكد من الملف ولكنه لم يجده .

# أخيراً
هنا لا مجال لطرح الحلول لأنها لن تصل إلى صاحب الأمر وإن وصلت لن تحرك ساكنا ربما لأن عقد الشراكة مع الأجهزة الإلكترونية ساري المفعول , خصوصا أن أجهزة الإيباد في تقدم مستمر !!
بقلم
فاطمة الرويلي


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com