قيادةٌ لاتأخذها في الحقِّ لومةُ لائم


قيادةٌ لاتأخذها في الحقِّ لومةُ لائم


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2648917.html

تنفيذ حكم القصاص في الفئة الضالة ليس قرارًا سهلاً كما يعتقد البعض ؛ لأسبابٍ عديدة منها :-

– ضرورة إعتراف الإرهابيين بأعمالهم ، وجرائمهم في كافة مراحل العمليات التي قاموا بها ، ومدى إرتباطهم بتلك الجرائم الإرهابية التي قاموا بها.

– الأنطمة الإجرائية التي تتطلبها مثل تلك القضايا.

– أن تنفيذ حكم الإعدام ليس مطلبًا. لذلك الدولة من خلال الإدارات المعنيّة تتحرَّى الدقة في أعلى صورها في قضايا الحدود والحرابة والتعزير.
باكتمال الأركان وموضوعيتها تكون الأحكام؛ بغض النظر عن أي شيء.

– المطلب الأمني للمملكة ( حفظها الله) وشعبها ، قد يتطلب التريَّث ، وعدم الإستعجال في إصدار الأحكام ؛ لدواعٍ أمنية – قد تطول- وقضائية، قد تفيد إجراءات التحقيق.

دولتنا حفظها الله راعت جميع الجوانب القضائية، والإجرائية كعادتها في مثل تنفيذ كل تلك الأحكام ، وبخاصة تلك التي تمس الأمن ، والنفس.

ماأردت الإضاءة عليه في تنفيذ هذه الأحكام ؛ ليست الجوانب القضائية ، ولا الأمنية ؛ أو الإجراءات التي تطلبت كل تلك المدة الزمنية الطويلة؛ والتي أجزم كما ذكرت تطلبتها مصالح أمنية عالية المستوى فالأمر يمس الوطن والأمة بعمومها ، ناهيك عن الإجراءات الشرعية المتخصصة في مثل تلك القضايا الأمنية المتشابكة .

ماأردت الإشارة إليه أن دولتنا حفظها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك / سلمان بن عبدالعزيز ( حفظه الله) والحكومة الرشيدة ماضيةٌ في بسط سياستها التي قامت عليها منذ تأسيسها من خلال المحافظة على أمن الوطن ، والمواطن ، وأن المساس بأمن الوطن خط أحمر لايجب الإقتراب منه.

تنفيذ أحكام القصاص ب ٤٧ إرهابيًّا ، في إثنتي عشرة منطقة ، وفي وقت واحد ؛ له مدلولات كبيرة منها:-

– هيبة وقوة الدولة ، وهذا أمرٌ ثابت منذ زمن طويل ، ولايحتاج لإثبات ، فهاهي تقود تحالفًا لنصرة اليمن ، ولدرء المخاطر الحوثية وماتحمله من أجندات عدائية ضد المملكة ، والإقليم بعامة، وكذلك نقص كبير جدًافي أسعار النفط، وأحداث كثيرة جدًا تجري في المنطقة ، للمملكة أدوار كبيرة فيها تتطلب منها التدخل المباشر ، وغير المباشر ؛ للحفاظ على أمنها، ونمائها ، وهيبتها، وأدوارها، كل هذه الأمور تدور ، وبشكل تصاعدي ، وليست هنالك إنعكاسات سلبية على أمن وأمان الوطن ، والمواطن، ليس هذا فحسب ، فالخطط التنموية تسير على ذات النهج ؛ لم تتعطل ، ولم تتوقف ، ولم تتعثر وبخاصة تلك التي تمس مصلحة المواطن مباشرةً.

إذًا لنحمد الله أن رزقنا نعمة الأمن ، والأمان ، والخير الوفير ؛ لنحمد الله أن رزقنا ، ووفقنا بحكومة رشيدة ، تراعي المقاصد الشرعية في أبهى صورها ، وتحافظ على أمن الأمة ، بالمحافظة على أمن الوطن .

لنحمد الله أن امتنَّ علينا بنعمة الإسلام ، وتطبيق شرائعه ، وبذلك يتحقق رضا الله علينا .

لنفخر أنه وفي مثل هذه الظروف المحيطة بنا، والرسائل الموجهة لدولتنا، وقيادتنا، وماتحمله من تشكيك في قدراتنا، ومقدراتنا، وقوتنا، وثباتنا، إلا أن الردَّ يكونُ ملجمًا لكل أولئك الحاقدين ، والحاسدين، وهاهي تبث رسالة لكل العالم ، أن المملكة العربية السعودية دولةٌ تقوم على ثوابت ، ومبادىء الدين الإسلامي القويم ، فمنهجها ودستورها القرآن الكريم ، وسنة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم. فبقدر تمسكها بدينها ، يكون أمنها ، ونعيمها ، وتقدمها ، وتطورها ، وبالتالي التوفيق في المآلات التي تنشدها.

لنفخر أن الدولة بقيادتها الحكيمة ، لاتلتفت لأولئك الأقزام ، والمغرضين ، فهي تفرض هيبتها بالتمسك بمبادئها التي لاتحيد عنها.

لنفخر أن الدولة ترفض كل التدخلات الخارجية ، وأنها تواجه الإرهاب وفق مرئياتها وثوابتها الدينية ، وأنه لاتأخذها في الحق لومة لائم.

المنظمات الغربية تطالب بإلغاء عقوبات الإعدام ، وهذه إشكالية غربية خاطئة ، وكل ذلك حسب مرجعيات عقدية لديهم. من هنا تضغط على دولتنا منذ أمدٍ بعيد ، مستخدمة كل الوسائل المباشرة ، وغير المباشرة ،إلا أن كل تلك الضغوط لم تعرها الدولة أي اهتمام ، فدولتنا تعتدُّ برأيها ، وتفخر بدينها ، لذلك لم تمثل لها كل تلك الضغوطات أية اهتمام.

لنفخر أن دولتنا أرسلت رسالة بضرورة المحافظة على الوحدة الوطنية ، وأن المساس بأمن الوطن خط أحمر ، وكل من تعاون، أو خطط ، أو موّل ، أو حرَّض، أو جهَّز ، أو تعاطف ، في كل مامن شأنه المساس بأمن الوطن، والمواطن ، وإثارة الفتن ، وإشاعة الفوضى ،فإدانته مثل إدانة من باشر ونفذ الأعمال الإجرامية بكافة صورها ، وستطاله يد العدالة كائنًا من كان .

لنفخر أن دولتنا وحكومتنا تستند على مبادىء ثابتة لاتحيد عنها ، لايعنيها تطبيل المطبّلين ، ولا تهديد ووعيد الناعقين ، والكاذبين.

لنفخر أن دولتنا لاتهتم ، ولاتكترث بردَّات الفعل من أي جهة كانت ، سيما إذا ماكان الأمر يمس أمنها ، وضرب إقتصادها ، وسياستها، ووحدتها ، ودينها.

ليحمك الله وطني الكريم ، ويحفظ لنا قادتنا ، وولاة أمرنا، وعلماءنا، وأمننا، واقتصادنا ، إنه سميع مجيب.

وليغضب من غضب من المارقين، والحاقدين ، والحاسدين ، فكل صيحاتهم ، ماهي إلا صرخة في وادٍ ؛ فالوطن وأمنه وشعبه أكبر من أن يلتفت لكل الناعقين ، والمدلِّسين ، والأفَّاكين ، والمولولين.

فامضِ وطني بكبرياء العزة ، والفخر ، لك المجد والأنفة والسموّ.

بقلم : نصار بن حجي العنزي.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com