أوقفوا السفهاء حتى لاتغرق السفينة


أوقفوا السفهاء حتى لاتغرق السفينة


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2649713.html

الحمدلله حمداً كثيراً على نعمه العظيمة وآلائه الجسيمة التي لاتعد ولاتُحصى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيم) ودوام هذه النعم يتم بحمد الله وشكره وعدم كفرانها ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) .
ونحن في هذه الدولة المباركة منذ أن وحّدها المؤسس الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه وهي تتمثّل قول الله تعالى (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) فهي دولة التوحيد نعيش بها ولله الحمد والمنّة بأمن وأمان ورغد من العيش يحسدنا عليه القريب والبعيد .
وفي عهد ليس ببعيد يروي لنا الآباء والأجداد بأن هذه البلاد قبل توحيد الملك عبدالعزيز لها كانت تعيش الثالوث الخطير ( الفقر/الجهل/ المرض ) وكانت الدول المجاورة لنا تعيش بأمن وأمان ورغد من العيش ولكن الذي ينظُر إلى حالهم اليوم يرى البؤس والتشرّد نسأل الله لهم أن يُزيل عنهم ماهم فيه من ضيق ذات اليد وأن يُفرّج همهم ويكشف غمهم .
ولكن الذي ينظُر إلى حالنا اليوم يرى أنّنا وصلنا إلى حد التخمة من الشبع حتى تعدى الأمر إلى ماهو أبعد من ذلك فقد بالغ أُناس ـ نسأل الله الهداية لنا ولهم ـ بالتبذير والإسراف والبذخ إلى أمر يفوق تصور العقل البشري فأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تُطالعنا كل يوم بنوع من أنواع السّفه ( الهياط ) كفران النعمة وعدم شُكرِها حتى أصبح الواحد منّا يخاف أن يخسِف الله بنا الأرض أو أن يُرسل علينا حجارة من عنّده إذا استمر الوضع على ماهو عليه إن لم يجد هذا السفيه وغيره من لايؤدّبه ولايتساهل معه .
ولايُستهان بالأمر فقد أهلك الله قوم صالح عليه السلام عندما قام سفيههم بعقر الناقة (إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا ﴿١٢﴾ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّـهِ نَاقَةَ اللَّـهِ وَسُقْيَاهَا ﴿١٣﴾ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا ﴿١٤﴾ وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ﴿١٥﴾
ولنتذكّر حديث السفينة قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم (مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ اللَّه والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذي في أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقا ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا؟ فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعا، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعا) رواه البخاري عن النعمان بن بشير .
رسالة إلى:
علماؤنا الأجلاّء وشيوخ القبائل الكرماء وخطباء المساجد الفضلاء والمعلمين وأصحاب الفكر والرأي وعقلاء القوم وكل من له رأي سديد وقول يُسمع أن نقف صفاً واحداً ويداً واحدة بوجه كل من يحاول أن يُكدّر علينا صفو حياتنا ورغد عيشنا وأمننا وأماننا فإن النعم لاتدوم فإن شُكِرت استقرت وإن كُفِرت فرّت وهيهات أن تعود ولنا بما نراه من حولنا عِظة وعِبرة وتدبّر حتى لاتُصيبنا فتنة بسبب فعل هؤلاء القوم (وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) .
ولنقِف عند هذه الآية الكريمة ولنتدبّرها مليّا ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ) .
تذكير :
تذكّر بأن الله مطّلِع عليك وأنّه قادِرٌ على أن يسلِبُك النعمة التي وهبها لك وأن سلمان الحزم حفِظه الله من كل شرّ ومكروه ووفّقه لكل خير لن يترُكك تتمادى في غيّك وتعيث في الأرض فسادا .
محمد بن حوران العنزي
مدير إدارة التدريب التربوي والابتعاث


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com