رحمك الله يامعالي شيخي


رحمك الله يامعالي شيخي



وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/24223.html

بقلوب مطمئنة بقضاء الله وقدره وبمزيد من الأسى والحزن ننعى نبأ وفاة معالي شيخي الأستاذ الدكتور / محمد بن أحمد الرشيد رحمه الله رحمةً واسعة وأدخله فسيح جناته .

عندما تنعي إنسان بمثل حجم وقدر معالي محمد الرشيد فلاشك تلتزم الصمت وتقف حيران وتتبعثر الكلمات لديك لأنك لاتستطيع ( مهما بلغت من قوة في الخطاب وفصيح بلاغة ) من خلال مقال أن تفي بحق هذا الرجل الذي لا تعرف من أين تبدأ حديثك عنه .

هل تبدأ عن الإنجازات التي حققها وهي كُثر ولا يمكن أن تختزلها بمقال أو تتحدث عن الجانب الشخصي له فقد عرفته أيام دراستي الجامعية في جامعة الملك سعود فقد كان آنذاك يستخدم التقنية الحديثة (الحاسوب ) وكنت أظن أن الذي بمكتبه جهاز الرائي ” جهلاً منّا بهذه التقنية التي لم نعرفها إلاّ من خلال الدراسة الجامعية وأمّا الآن ولله الحمد والمنّة الطفل الذي لم يدخل المدرسة يتعامل معها بكفاءة ” فقد كان رحمه الله يبحث ويعمل الساعات الطوال ويهتم لأجل التطوير والرؤى المستقبلية .

إلى أن انتقل إلى مكتب التربية العربي ومن ثم بعد ذلك عُيّن وزيراً لوزارة التربية والتعليم (المعارف) وقد زار منطقة الحدود الشمالية عام 1418هـ وكنت فد تشرّفت بلقائه مع وفد مستقبليه للمنطقة والمواقف التي استفدت منها خلال زيارته ولازالت في ذاكرتي حتى الآن :

1 ـ أول ما وصل إلى مطار عرعر وهو في الصالة الملكية أخرج جواله من جيبه

واتصل على والدته ليطمئنها عن سلامة وصوله ويسأل عن حالها ليؤكد لي

ما كنت أعرفه أن هذا الرجل فيه خير كثير حيث أن الذي ليس فيه خير لأهله

ليس فيه خير لوطنه وأمّته .

2 ـ من خلال لقائه المفتوح مع المعلمين سأله أحدهم عن منهج النشاط الطلابي

( النشاط اللاصفي ويريد تحديد له مثل المقررات الدراسية ) وأجاب بقوله

( لاأحب التعليب في التعليم ولاأحب المعلبات ) وكأنه يُرسل رسالة لكل معلم بأن

يُبدع ويبتكر ويطلق العنان للتفكير الذي لايتعارض وسياسة التعليم في المملكة

العربية السعودية .

وقد قابلته في مبنى الوزارة في لقاء مطوّل معه وعرفت ذلك الرجل عن كثب فقد كان رحمه الله إنساناً بما تحمل هذه الكلمة من معنى فقد كان كريماً في نفسه طيّباً في معشره وتأدّبه في الحديث وتعليقاته الممزوجة بالفكاهة وروح الدعابة ومع ذلك لم ينسَ الهم الذي يحمله من تطوير وخطط مستقبلية للوزارة ولجميع العاملين فيها وللميدان التربوي بأكمله وفعلاً طبّق مبدأ الشعار الذي يردده دائماً ( وراء كل أمّه عظيمة تربية عظيمة ) .

وحاول وبكل قوّة الارتقاء بمستوى التعليم وأهله في كافة الاتجاهات والمجالات رُغم محاولات أعداء النجاح من تثبيّط نجاحه وهذا ديدن من به عجز أو كسل أو سفه بفكره و عقله تثبيّط ومحاربة الناجح والنجاح بأكمله .

والحديث ذو شجون عن هذا الرجل الذي رحل بجسمه ولكنّه بقيى خالداً بفكره وانجازاته وخدمته لدينه ووطنه .

وأسأل الرحمن الرحيم بأن يجعل ما قدّمه للتربية والتعليم في ميزان حسناته وأن يجزيه خير الجزاء ويدخله الجنّة من غير حساب ولاسابق عذاب .

(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) وإن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا معالي شيخي لمحزونون .

محمد بن حوران العنزي

 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com