المترشِّحون للإنتخابات البلدية


المترشِّحون للإنتخابات البلدية


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2647457.html

المترشِّحون للإنتخابات البلدية

مابين ( عملية تسجيل الناخبين ؛ وقيد المرشَّحين ؛ حتى عملية الإقتراع ، والفرز ، وإعلان النتائج )

(١) المترشحون المتميزون :-
سيرة علمية ، وعملية ناجحة ؛ ثقافة عامّة جيدة ، شمائل وخصال عطِرة ، سلوك متّزن ، مكارم وشيم متعددة، خبرات متراكمة ؛ حضور دائم في المناسبات والإجتماعات، حالة مادية جيدة ، حضور فعال في المحيط الذي يعيشون فيه ، كل تلك الصفات الشخصية التي يتميزون بها ؛ إذا ماواكبها وعيٌ تام ؛وثقافة واسعة ؛ وإلمام شاملٌ بمجريات الأمور التنمويّة ، والمشاريع التحتية ؛ التي تخدم المجتمع الذي يعيشون فيه، والمركز ، أوالمحافظة، أو المدينة التي ينتمون إليها؛ويدعمونها بعلاقات متينة ، وثابتة ، وصادقة مع الجهات ، والإدارات ذات العلاقة ؛ الأمر الذي يرسّخ لدى المسؤولين ، والعاملين في تلك الجهات ؛ أنهم على إلمام واسع بمجريات الأمور ، وأنهم يبنون نقاشاتهم، وطلباتهم ؛التي تخدم المجتمع ، والبلد ؛ بأمانة ، وصدق، وحرصٍ تام ؛ فتكون الطروحات ، واللقاءات ، والنقاشات ؛ وفق مبادىء موضوعية ؛ تشي بالمصلحة العامة ؛ فحتمًا ستكون المآلات في حدّها الأدنى جيدة.

هؤلاء المرشّحون هم الإضافة التي يتطلبها المجتمع ، ويأملها الوطن ؛ تراهم يعملون بتؤدة واطمئنان ، ورضا
مبدؤهمً :
قد يدرك المتأني بعضَ حاجتِهِ
وقد يكونُ مع المستعجلِ الزللُ

مثل هؤلاء يوجدون بين ظهرانينا؛ يتوارون عن الأنظار لأسبابٍ شتّى يطول حصرها؛ لنكن واقعيّون ؛ فهذه شريحة مثالية جدًّا ؛ يكفينا نسبة خمسين بالمئة من تلك المزايا التي يتّصفون بها؛ وجود هذه النسبة كفيلة بأن تعمل حراكًا إيجابيًّا تدفع عمليات التنمية ، ومؤسسات المجتمع المدني إلى الأمام ؛ ومن شأنها إحداث مخرجات رائعة تتماهى مع تطلعات ولاة الأمر( حفظهم الله) ، والمسؤلين الإيجابيين ، وهذا هو الهدف الأساس الذي من أجله صدرت ونظمت من أجله الإنتخابات البلدية .

إذاً المسؤلية مشتركة بين الناخبين ؛ والمترشِّحين ؛ إذا تمت عمليات الإنتخاب وفق مباديء المصالح المشتركة ، وكان الوعي العام في عمليات التصويت حسب الكفاءة؛ والقدرة، والأمانة ، والإلمام التام بالأنظمة ؛ واللوائح التنفيذية ، والوقوف على الإحتياجات حسب الأولويات ، وحسب الإمكانات ، حتى الوصول إلى الأهداف المرجوّة ؛ إذا تمت كل الإجراءات الإنتخابية وِفقَ هذا النسق ؛ حتمًا ستكون المخرجات ممتازة .
طبعًا أكاد أجزم بأن وجود مثل هذا المناخ الإنتخابي الصحّي صعبٌ جدًّا ؛ علمًا بأن الإنتخابات البلدية الحالية في مرحلتها الثالثة ؛ أفضل بكثير من المرحلتين السابقتين ؛ لأسبابٍ شتّى؛ أهمها أن ثَمَّ وعيٌ طرأ على مجريات هذه الإنتخابات ، فالمجتمع أصبح لديه ثقافة واضحة في هذا الأمر، وترسّخت لديه مفاهيم إنتخابية كثيرة لم يكن على إلمامٍ كافٍ بها؛ إضافةً إلى عمليات التجديد ؛ والإرتقاء بأنظمة ؛ وقوانين الإجراءات الإدارية والفنية والرقابية ؛ التي تعمل على ضبط إيقاع العمليات الإنتخابية بدءًا من التسجيل؛ حتى إعلان النتائج.

(٢) المترشِّحون (العاديّون) :-
إخترت صفة (عادي) كونها كلمة دارجة ؛ كثير مانستخدمها في حياتنا في شتى مناحي الحياة؛ وذلك حين التمييز ، والإختيار ،بين الأشياء؛ أو الأشخاص ؛ وهذا مانحن بصدد الحديث عنه ؛ فالتمييز والإختيار بين الأشخاص في الإجراءات الإنتخابية ؛ غالبًا ماتتمثَّل في أمورٍ متعدّدة منها:-
– المستوى العلمي .
– القدرات وبخاصة العملية ، والفنية، والإدارية.
– الكفاءة ؛ وبخاصة في الأنظمة والإجراءات ؛ والقوانين ……إلى آخره.
– الذكاء .
– الأمانة.
– الثقافة الواسعة.
– الإلمام التام بالأولويات التي تخدم المجتمع.
– الإطلاع على الخبرات؛ والتجارب السابقة التي تخدم المجتمع ؛ في كافة مناحي الحياة، وانعكاساتها على المجتمع.
– الرضا، والثقة بالنفس.
– وغير ذلك كثير.

كل تلك الصفات ؛ والقدرات ،وجودها نسبي في كل شرائح المجتمعات عمومًا
وتفاوتها ، وإختلافها، ووجود بعضٍ منها، وعدم وجود عددٍ منها ؛ أمرٌ طبيعي جدًّا .

مايهمّنا هنا ؛ قيام شخصٍ بترشيح نفسه ؛ ( وله كامل الحق في ذلك ) إلاّ أننا حين ننظر في سيرته ، وإمكاناته ، وخبراته ، وثقافته ، ………إلى آخره.
نجده من عامّة الناس ( وليس هذا تقليلاً من شأنه ، فكثيرٌ منّا هو ذلك الرجل ) ولكن الأمر هنا يختلف؛ فالقدرات ، والإمكانات ؛ والتجارب التي أشرنا إليها في السيرة الذاتية للمرشَّح ؛ وغيرها الكثير من الصفات الشخصية، والعلمية، والإدارية، والنفسية ، والإجتماعية ، ضرورة ملحَّة لابدَّ من توفُّر حدٍّ أدنى لها؛ وإلاَّ كيف يحقق رغبات المجتمع ؟، وينجز أهداف الوطن؟
وكيف يستطيع قراءة الإحتياجات التي من شأنها دفع التنمية( في مجتمعه) إلى الأمام؟ وكيف يستطيع بناء علاقات عامة مع الفاعلين في القطاعين العام ، والخاص ؛ مبنيّة على المصالح العامة ؟
وغير ذلك من المهام ، والمسؤوليات ؛ التي يتعذَّر حصرها.

إذًا مثل هؤلاء من المترشِّحين ؛ ينبغي؛ بل يجب عليهم الإنضمام ضمن طابور الناخبين ؛ ليس هذا فحسب بل يجب عليهم مراعاة المصلحة العامّة ، وسبر غور ماهيّة الإنتخابات البلدية ؛ والإنحياز بفاعلية لإختيار الأكفأ ضمن المترشِّحين ، وأن يحافظ على صوته حرّاً يضعه لمن يحقق مصالح مجتمعه، ومدينته ، وبالتالي وطنه.فالصوت هنا أمانة لايقبل المساومة، ولايحق لأحدٍ أن يساومه عليه.

(٣) المترشِّحون المُقلِّدون :-

هؤلاء المترشِّحون سمعوا أن هناك إنتخابات بلدية ، وأن هناك تسجيل للمترشِّحين ؛ وفلانٌ سجل إسمه كمرشَّح ، وعلاّنٌ كذلك ؛ فهبُّوا لتسجيل أسمائهم، وطفقوا يسألون عن ماهيّة الإنتخابات ؟
وقاموا يبحثون هنا، وهناك عن الأعداد فقط ؛ ضمن شريحة من المجتمع للأسف لايعرفون عن الإنتخابات البلدية ؛ إلا إسمها فقط.
لنعترف أنَّ مثل هاتين الشريحتين من الناخبين ، والمترشِّحين ؛ موجودتان وبكثرة في الوسط الإنتخابي ؛ الأمر الذي يثقل كاهل البيئة الإنتخابية ، وحتمًا ستكون مآلاتها عبئًا ثقيلاً يعطِّل المسيرة التنموية في كل مجالاتها .

(٣) المترشِّحون المُهايطون :-
عفوًا لاستخدام هذه الصفة ؛ لم أجد كلمةً غيرها تتَّسق مع المناخ الإنتخابي ؛ الذي يضجُّ بمثل هؤلاء المترشِّحين؛ والذين يحدثون بجلبتهم ، وصياحهم ((وإن خفَّت بكثير؛ نظير التحوّطات ، والرقابة الفنية والإجرائية في المرحلة الإنتخابيةالثالثة ؛ والتي تقوم بها الجهات المعنيَّة والمسؤولة )) تعكيرًا للأجواء الإنتخابية ، فمثل هؤلاء يجدون للأسف ناخبين على ذات المستوى ؛ تجمعهم العصبيّة ، والقبلية ، وحبُّ الأنا فقط ؛ بعيداً عن المصلحة العامة ؛ فترى مثل هذه الشريحة بعيدةً كل البعد عن الأجواء الإنتخابية ؛ يقفزون من مكانٍ لآخر هدفهم التحشيد ، وجمع الأصوات ،بإثارة النَّخوات ، وطلب النجدة؛ وكأننا في ساحات نزالٍ ، وليس في دوحة وعيٍ وثقافةٍ ونماء ؛ فهدفهم إقصاء الآخر ، وتعطيل مسيرة المترشَّحين الآخرين.

هؤلاء مترشِّحون ، وناخبون ينبغي ، بل يجب عليهم مراجعة حساباتهم والغيابُ عن الجوِّ الإنتخابي ، فانكفاؤهم ، وعدم مشاركتهم في اللجان الإنتخابية ، مطلبٌ وطنيٌّ ومجتمعي غاية في الأهميّة .


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com