وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2647489.html
يوم الصمت الإنتخابي
يومٌ هاديءٌ يعقب ضجيج الإنتخابات البلدية؛
يومٌ يسترد فيه الناخبون الواعون أنفاسَ الهدوء؛ يومٌ يستمتع فيه المرشَّحون المتميِّزون بساعات ِ رخاءٍ ؛ ينعمون خلالها بمناخٍ نفسيٍّ راقٍ ؛
تختفي خلال هذا اليوم كل مظاهر ، الإستعراض الإنتخابية ، تنتهي كل الإضاءات، والومضات ؛ ((وقد تتكثَّف الزيارات ؛ واللقاءات ؛ في عددٍ من المناطق ؛ لدواعٍ ترتيبية ؛ وتحفيزية ، بمعنى برامج علاقات عامة غير مشاهدة ؛ لضوابط نظامية . ))
يومُ النفسِ العميقِ ، الناخب الحر الواعِ يؤمن أنَّ صوته أمانة يجب أن يُسجّلَ ، ويذهبَ للمرشَّح المؤهل الذي يستحقُّه ؛ عليه أن يقرّرَ ، ويعزِمَ أن يذهبَ يومَ غدٍ لمقرّ الترشيح بعيدًا عن الضغوطات ؛ ويختار مرشَّحه بهدوء ، واطمئنان؛
عندها سيشعرُ بهدوءٍ تام ، وارتياحٍ نفسيٍّ عميق ؛ لسانُ حالِهِ :-
على المرءِ أن يسعى إلى الخيرِ جهدهُ
وليس عليه أن تتمَّ المقاصِدُ
فمهما كانت النتائج ؛ يتقبَّلها بصدرٍ رحْب ؛ سواءٌ كانت هذه النتائج كلها موضوعيّة ( وهذا مُحال) ؛ أو مفاجئة، وغير منطقيّة ؛ وهذا وارد وبنسبٍ متفاوتة.
وهذا ينسحبُ أيضًا على المرشَّح المتميِّز ؛ فحالته النفسيَّة حتمًا ستكون منضبطة ، ومتناغمة مع مشاعره ، وتوقّعاته التي بناها وفْق الواقع الإنتخابي المُشاهَد ؛ فمهما كانت النتائج حال الفوز في الإنتخابات، أو عدمه ؛ لن يغيِّر من واقعه النفسي ، أو الحياتي شيئًا ؛ فالمعطيات والقراءات لديه واقعيّة ؛ إستوعبها بأناةٍ ، وتروٍّ
فإذا ماكان الفوزُ حليفَه إعتبره متّفقًا مع الواقع الإنتخابي ؛ وأجاره إلى توفيق الله ، ثمَّ إلى وعي الناخبين ، وثقتهم بإمكاناته ، وقدراته .
وإذا لم يحالفه الفوز ؛ إعتبره كذلك متفقًا مع الواقع الإنتخابي ؛ وأنّ هذا الأمر مُتوَقّعًا ؛ وليس ثَمَّ جديد؛ فتراه في ذات الحال النفسيَّة ، والصّحية ، لسانُ حالِه :- لعلَّ في الأمر خير.
أمّا الناخبون ، والمرشَّحون الآخرون ؛ فتراهم في حالٍ نفسية مضطربة ؛ يترقَّبون ، ويتحفّزون ، وهذا هو حالهم من البداية ؛ وكلّما إقترب موعد الإنتخاب إزداد توتّرهم ؛ وقلقهم ؛ وفي حال ظهور النتائج ؛ حتمًا ستؤثر عليهم ؛ وذلك في كلا الحالين ؛ الفوز ؛ أو الخسارة ؛ فمن فاز منهم مثّل لهم هذا الفوز حالةً فرائحية عارمة ؛ تخرج بهم عن المألوف ، ومن خسر منهم أضحت الساعات التي تعقب ظهور النتائج ، كساعات الظهيرة في أوّل يومِ عيد .
بقلم : نصار بن حجي العنزي.
3 pings