نتائج الإنتخابات البلدية ماذا بعْدُ ..!


نتائج الإنتخابات البلدية ماذا بعْدُ ..!


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2647713.html

باديء ذي بدء نبارك لكلِّ من فاز في الإنتخاباتِ البلدية ، ونقول حظًّا أوفرَ لمن لم يحالفه التوفيق.

ظهرت النتائج ، وفاز كثيرون ممَّن هم جديرون بالفوز ، ولم يفُز كثيرون ، ولم يحالفهم النصيب ، وقد كانوا يستحقُّون أن تكونَ لهم مقاعدَ في المجالس البلدية.

وأيضًا فاز مرشَّحون غير جديرين بالفوز ؛ وعطَّلت الأرقام التي حصلوا عليها مسيرةَ من هم أجدرُ بها؛ حيث كانت سطوة التصويت فقط؛ هي الفيصل ؛ وكان زخمُ الحشْدِ هو الحكمُ ؛
فلاصوت يعلو فوقَ صوت الأرقام ؛ أعطنِ أرقامًا أُعطِكَ مركزًا متقدمًا ؛ فالسِّجال هنالك سجالُ رقميٌّ صِرْف، والتصويبُ ، وتحقيقُ النتائجِ ، وبلوغ الأهداف وإصابتها سهل ومُتاح، إذا ماتوفَّرت الرَّغبة؛ حميّةٌ كانت ؛ أم فكريَّة ؛ مجاملةٌ ؛ أم اقتناع ؛ ثقةٌ أم معروف.

كلُّ ذلك أمرٌ طبيعيٌّ ؛ فبديهيٌّ ومنطقيٌّ أن الإنسان بطبعه إجتماعيٌّ ؛ عادةً مايبحثُ عن كلّ مامن شأنه دعم ، وتعزيز ؛ العلاقات التي تخلق له جوًّا من الودًّ ، والحبِّ ، والسلام ، والرّاحة ، والتآلف، والترابط مع الآخرين؛ وتقوى وتَشْتَدّ هذه العلاقات غالبًا إذا ما كانت ترتبطُ بروابطَ رحمٍ قريب كالعائلة، أو أبعدَ كالفخذ، أو العشيرة ، أو بعيدةً إلى حدٍّ مّا كالقبيلة ؛ وربّما المدينة ؛ أو المنطقة، أو الدولة ؛ أو العروبة ؛ فالدين وهكذا،،،،،

فأمرٌ طبيعيٌّ جدًّا ؛ بل واجبٌ ومطلوب ؛ ويأتي الشعور هنا لاإراديًّا ؛على سبيل المثال حين تحقق دولتنا أعزَّها الله مركزًا متقدًِّمًا في مجال مّا ؛ من المجالات المختلفة ؛ بديهيٌّ أن يشعُرَ كلُّ مواطنٍ بالزُّهوِّ والفخر ، ويعبِّر عن فرحه بطرق مختلفة ؛ تكون كل مشاعر الفرح ؛ مطلوبة ورائعة ؛ حين تكون في حدودها الحضارية المقبولة من الجميع ، بمعنى عدم المساس ، أو الإضرار بحريات، وسلامة ، ومشاعر ، وحقوق الآخرين ، والشرح في هذا المقام يطول ، والأمثلة فيه لاتُعَدُّ ولاتحصى ؛ ومايحدث عقب الإنتصارات الرياضية المحلية أو الإقليمية ، أو الدولية؛ على مستوى المنتخبات ، أو الفرق ، أمرٌ مقزِزٌ ومخجِل ، وفوضوي ، وعبثي ، وغير مسؤول ، وغير حضاري ؛ ظاهره الفرح ، وباطنه الخراب وإلحاق الضرر بالآخرين ،

إذاً لابد من ضابطٍ ؛ للتعبير عن الفرح والإنتصار ؛ جميلٌ أن يتفاعل الإنسان ، ويفرح ، ويبتهج ، ويتفاعل ؛ حال فوز من يريد ، ومن يحب ، سواءٌ كان السبب في فرحه أنه ينتمي إلى قبيلته ، أو منطقته ، أو من يظن أنه يحقق مطالبه ، ………..إلى آخره.

جميلٌ أن تكون في حياةِ الإنسان فسحةٌ من الفرح ، والإحتفال، والتكريم ، وإقامة المناسبات ، وهذا السلوك من شأنه أن يبعث على الأمل ، ويطرد الملل، ويجدد النشاط ، ويقوّي العلاقات بين الأحباب ، إضافةً إلى فوائدَ جمّة يصعب حصرها ؛

ماأودُّ التعليق عليه ، والإشارة له ، هو ماتلى ظهور النتائج ، وكان هذا الأمرُ مُشاهدًا ، صوةً ، وصورةً ، وفي كثير من المناطق ؛ إن لم يكن فيها كلها؛ حيث نالت القبليَّة ، والعصبيَّة المركز الأول في النتائج ؛ ومن المظاهر المُشاهَدَة:-

– إثارة الغنائم ( الأرقام) فترى السؤالَ الأولَ في هذه البيئة الحربية ؛ كم حصدنا رقمًا ؟ وأين مكاننا في ساحات النِّزال؟ وغيرها من التساؤولات التي تتقافزُ بشكلٍ هرمي ؛ قاعدته مكتسبات القبيلة الكبيرة ، وغنائمها التي استولت عليها ( الأرقام التي حصلت عليها) ليضيق السؤال ، وينضغطَ أكثرَ فأكثر ؛ حتى يصل إلى العائلة ؛ فكلّما ضاقت الدائرة ؛ أو وصلنا لرأس الهرمِ ، وارتفعت الغنائم ( الأرقام) ، وتم الحصارُ ، والإستيلاءُ على كافّة الغنائم الرقميّة ، والمقدّرات الإنتخابيّة ؛ وتضييق الخِنَاق على كافة معابر الحريّة، كانت نشوة الإنتصار أكثر ، حتى تطغى على المشهد العام فرحةٌ هيستيريَّةٌ يرشَحُ عنها ، الخروجُ عن المألوف في إظهارِ البهجةِ والفرح ، لتمتَدَّ إلى خروقاتٍ كبيرة ، تصيب الذوق العام في مقتل ، فيختلط الحابلُ بالنابل ؛ وتُتَصَنَّعُ المجاملات ، فبمقدار فرحك غير المألوف ؛ يكونُ دورك وحبك وفرحك في الإنتصار المأزوم ، فالعبثُ والضجيجُ ، وتعكير المزاج العام ؛ هي أدوات الفرح المطلوبة والمرغوبة ؛ فالمنضبطون ،والفاعلون ؛ لامكان لهم في هذا المناخ الفرائحي ؛ ليس هذا فحسب فثَمَّ قادةٌ في المجال اللَّوجستي ؛ أدوارهم متعدّدة هكذا تأتي عفوَ الخاطر ، أو عن عَمْدٍ غالبًا ، لاتتحمَّلُ ،ولاتقبلُ القبيلة ، أو العشيرة ، أو العائلة ، أدوارهم ، أو أقوالهم ، أو أفعالهم ؛ حيث يمارسون أدوار الإقصاء، والتهميش ، والإحتقار للآخرين ؛ فالكثرة ، والقوّة ، والإنتصار؛ جعلتهم يتجاوزون الحرّيات ؛ ويعكرون صفوَ نتائج الإنتخابات .

وفي الختام أسأل الله للجميع التوفيق والنجاح .

بقلم :- نصار بن حجي العنزي.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com