(فتح ملف)


(فتح ملف)


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2650986.html

في الغالب يحرص المرء على فتح الملفات التي تؤمن له جانباً من حاجاته أو تسهم في تيسير أمر خاص به .
كفتح ملف في مستوصف لعلاج أحد أفراد الأسرة أو فتح ملف لحفظ الأوراق الهامة أو حتى فتح ملف جديد مع الآخرين لترميم العلاقات التي قد شابها الكثير من الفتور .
وكلها ملفات ايجابية , رائعة , مفيدة في مجالها الذي فتحت من أجله .
وعلى النقيض يتخصص البعض في فتح ملفات خاسرة , تجلب له ولمن يشترك معه الذنب والانحطاط الديني والأخلاقي .
هذه الملفات الخاسرة تتنوع أسباب تسميتها خاسرة منها أنها تفتح لمناقشة قضية أو مشكلة خاصة بالغير , كما أن فتحها من البداية لم يكن بحث عن إيجاد العلاج وإنهاء المشكلة , بل مهمتها إظهار العيوب وفضح شخص ما ونشر مشكلته على الملأ .
فاتحي الملفات الخاسرة يعانون الكثير من الخلل في طريقة تفكيرهم , نظرتهم للحياة قاصرة , يعيشون وهم أن تفوقهم قائم على فشل الآخر , وأن نجاح الأخر هو نكسه لمسيرتهم في الحياة .
لا يريدون أن تروى قصص النجاح والطموح وتحقيق الآمال إلا عنهم .
يبذلون في تشويه سمعة الآخرين مايكفي لتحطيم أقسى الحجارة .
يستبيحون في سبيل ذلك كل المحرمات , أمانة الأخر وشخصيته وحتى عرضه إن لزم الأمر .
طريقة فتحهم لملفات الآخرين تشبه الملمس الناعم للثعبان الذي يخزن السم الزعاف تحت جلده , فيبدؤون عملهم بالسؤال عن الأخر وما وصل إليه حالة في مشاكله التي لا قد يعلم عنها أحد , مظهرين جانب الشفقة والرحمة عليه ومبدين الأسف على حاله , وهم يضمرون له النية السيئة والحقد الدفين .
ولا ينسحبون من الحديث إلا بعد أن يتأكدوا من نشر سموم حديثهم إلى أكبر عدد ممكن من الحاضرين .
يسعدون كلما زاد عدد مشاركيهم في فتح الملف سعادة الظمآن بحصوله على نبع ماء صاف .
يحسبون أن فتحهم لهذه الملفات مجاني تكليفاً وعقوبة .
وهم في حقيقة الأمر خلاف ذلك كله .
فكلما فتحوا ملفاً عن خصوصية إنسان , فتحت لهم ملفات تسجل عليهم الآثام والذنوب , وكلما زاد عدد مشاركيهم تحملوا المزيد والمزيد من وزر غيرهم .
ليتهم استفادوا من أخطاء الأخر وتجاربه في تقويم أنفسهم بكل صمت وحكمة , بدلاً من نشر أسرار الأخر .
وليتهم قبل كل ذلك توقفوا كثيرا عند قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا) .
وليتهم امتثلوا لقوله صلى الله عليه وسلم (ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة )


4 pings

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com