أيها الساعون … على رسلكم


أيها الساعون … على رسلكم


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2670093.html

إصلاح ذات البين وإنهاء الخلافات بين الناس من الأعمال الجليلة عظيمة الأجر والمثوبة , وانتشارها يدل على تعافي المجتمع وترابطه .
لكن في بعض الأحيان لا يحسن البعض تنفيذها بالأسلوب أو التوقيت المناسب فتنقلب إلى الضد مما أُريد لها .
فكم من أب تعرض ابنه للدهس أو الاعتداء بآلة حادة تنهال عليه الاتصالات والجاهات والزيارات منذ الساعات الأولى للحادث طلباً للتنازل وتستمر الضغوط عليه بُغية أن لا يتم إيقاف المتسبب ليلة واحدة في السجن !! متجاهلين الوضع النفسي السيئ لأسرة الضحية كون ابنهم بين الحياة والموت , وما قد تسوء إليه حالته الصحية .
بعض من أعمال الوساطة هذه تكون نهايتها ضياع حقوق الطرف المعتدى عليه نتيجة رضوخه الاضطراري للتنازل بسبب السيل الهائل من الإحراج .
يتحدث أحد الذين تعرضوا لهذا الكم من الإحراج بأنه تلقى اتصالات كثيرة خلال ساعات قليلة من أشخاص بعضهم لم يرهم منذ سنوات طويلة وبعضهم يعرفهم بالاسم فقط وأن الجهود لم تكن منصبة على ابنه الذي يرقد على السرير الأبيض وقد يكمل باقي حياته بعاهة مستديمة , بل كانت جهودهم لإقناعه بالتنازل .
الساعون في الجاهات حتى لو افترضنا صدق نواياهم فإنهم لا يُعذرون إذا لم يحسنوا اختيار التوقيت المناسب والأسلوب الأنسب قبل التوسط بما يحفظ حق كل الأطراف ويراعي الحالة النفسية التي تمر بها أسرة الضحية , ويراعي قبل كل ذلك أن يكون الأمر برمته متوافقاً مع أوامر الشرع ولا يخالف مكارم الأخلاق .

نايف العميم
عضو مجلس إدارة صحيفة إخبارية عرعر


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com