مجرد مسميات


مجرد مسميات


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2610909.html

جرد مسميات
نعيش هذه الأيام أزمة مسميات أو لنقل تأزيم للمسميات بشكل متعمد .
فالجميع يحاول أن يختطف المسميات بما يفيده ويكون في مصلحة أهدافه .
هذه الحالة تنتشر بين الجميع أفراداً ومؤسسات ودول وتنظيمات .
الكل يحورها لتكون سلاحاً ضد خصمه أو من يقف في طريقه .
نبدأ بأشهر المسميات انتشارا على مستوى العالم (الإرهابي)

فالإنسان الفلسطيني المدافع عن منزله وعائلته إرهابي , أما الجندي الصهيوني الذي يقتل ويبيد وينزل البيوت على رؤوس ساكنيها فهو مدافع عن نفسه .

وبناء على نظرية التطور والنشوء لصاحبهم داروين فقد تطور مسمى المدافع عن نفسه إلى المدافع المتحضر حيث أنه يطلق قذيفة تحذيرية تعطي أصحاب المنزل المستهدف بالقصف دقيقة أو دقيقتان للخروج والنجاة , وهذا أقصى ما وصلت إليه حضارة الإنسان في القرن الواحد والعشرين .

واستمرارا على نسق النظرية يبدأ وصف العرب بالشعب الثائر لحثه على الثورة ثم يتحول إلى المعارضة عندما يبدؤون في التخلي عنه ثم إلى الميلشيات المتناحرة في المرحلة الأخيرة وهي التي يُقرر فيها الانقضاض على الشعب وتحطيمه .

إنها مجرد أزمة مسميات والحق على الشعب الذي أضاع مسماه .

ننتقل للمسميات العابرة للقارات والتي نستوردها محلياً
فرجل الأمن الغربي الذي يعامل المسلم بكل أنواع العنف والاضطهاد يسمى رجل قانون .
أما رجل الهيئة الذي يأمر بالمعروف ويكافح المنكر فهو رجل همجي رجعي راديكالي إلى أخره مما قد يدور في مخيلتهم المتطرفة .

إنها مجرد مسميات ياسادة فلا تجزعوا
الإعلام الذي يفسح المجال لوجهة نظر واحدة ويحجب الأخرى تماماً هو إعلام منصف ومعتدل وراقي أيضاً .
الإعلام الذي يبرز عضلاته في قضايا تمس الدين فقط هو إعلام محايد .
ويبدو أن حمى المسميات الزائفة انتقلت للمجتمع المحلي بقوة أكثر مما كنا نعتقد
فالمواطن الذي يبحث عن حقوقه الضائعة بين براثن الظلم هو مواطن ناكر للجميل .
أما إذا أصر على المطالبة ولم يقتنع بالرضوخ للأمر الواقع فيتم الانتقال لمرحلة أخرى يسمى فيها مثير للفتنة ومتفرغ لإزعاج السلطات .

وتبقى مجرد أزمة مسميات فلا تقيموا لها وزناً .
المسؤول الذي يستمع لوجهة نظر واحدة ويقتنع بالأكاذيب فيمنع الحقوق أن تصل إلى أصحابها هو مسؤول حكيم ولا يتحمل أي إثم .

المسؤول الذي يقف مع المجرم ويدافع عن النصاب هو رجل دولة على أعلى طراز ومحل ثقة .
المسؤول الذي يقف بين حصول أصحاب الحقوق على حقوقهم هو رجل وطني وغير عنصري .
القاضي الذي يحكم مجرم صغير ويعزره بالأحكام القاسية تأديباً له ويغض النظر عن المجرم الكبير الذي أضاع حقوق المئات هو قاضي نزيه و عادل رغم أنف الواقع .

جهات حكومية تستغل سلطتها لترهب المواطن المسكين ليتنازل عن حقه لدى الحرامي الكبير هي جهات غير فاسدة بكل تأكيد .

جهات أخرى تخفي الأنظمة التي تعطي المواطن حقه وتخفي الأنظمة التي تعاقب المجرم هي جهات تعمل بكل شفافية ومصداقية .

ويبقى المسمى الأكثر استخداماً في نفع القريب أو الانتقام من المخلصين آلا وهو (مصلحة العمل ) .
فهذا البند يشبه البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة على حسب مزاج الأقوياء .
فعندما يطالب موظف بحقوقه أو يقترح طرقاً لمكافحة الفساد أو ينبه إلى خلل ما , تتأخر ترقيته وينقل إلى مكان أخر بناء على مصلحة العمل .

وبناءاً على مصلحة الوطن
يؤجل كل شيء حتى يبقى الوطن.

نايف العميم


5 pings

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com