يوميات مواطن في صيف عرعر


يوميات مواطن في صيف عرعر


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2632518.html

مع نهاية السنة الدراسية وبداية إجازة الصيف يحلم الإنسان بوقت من الاسترخاء والراحة والهدوء , بل ويطمح إلى ماهو أكثر من ذلك , من برامج ترفيهية وتثقيفية واجتماعية متنوعة ,
في عرعر هذا العام يتبخر الطموح وتذهب الأحلام أدراج الرياح .
كل ما أعلن عنه حالياً من برامج هو من الجهات الدينية فقط , فإحدى الجهات أعلنت برنامج لحفظ القرآن الكريم, وجهة أخرى بدأت في ترتيبات برامج إفطار الصائم على اختلافها , وأخرى برنامج عن إعداد الأئمة , وكلها برامج رائعة ومهمة بلاشك يشكر القائمون عليها , ولكن أين باقي الجهات الحكومية الأخرى عن مسؤولياتها وبرامجها التي يفترض أن تنفذها خدمة للمواطن كما في باقي المناطق .
فحتى هذه اللحظة لم تعلن أي جهة حكومية عن مهرجان للصيف , الذي ينظم في كل مدن المملكة وقراها .
كذلك البرامج الاجتماعية والثقافية والرياضية في طي النسيان مما يدخل المواطن وبالذات جيل الشباب والشابات في دوامة الفراغ والكسل وهدر الطاقات فيما يضر ولا ينفع .
الشيء الغريب والملفت للنظر أن أغلب الجهات الحكومية يبدو أنها تتفق على برنامج موحد اسمه الأزمات المتكررة .
ويبدو أن الهدف الأسمى لهذا البرنامج هو الترفيه عن المواطن ولكن بطريقة مبتكرة ومغايرة تماماً .
فقضاء الصيف داخل مدينة عرعر يعني أن يصحو المواطن من نومه ليجد أمامه أزمة فيشغل نفسه وأسرته في تجاوز الأزمات التي وضعت أمامه .
فمن أزمة البحث عن صهريج ماء وعملية الاستجداء المصاحبة لها , والتي سببها غياب التنظيم المسبق .
إلى أزمة تأخر تسليم وثائق الطلاب المتخرجين في جامعة الحدود الشمالية , إلى أزمة زيادة نسبة السرقات في فصل الصيف وزيادة ممارسات التفحيط والسرعة الجنوينة وقطع الإشارات بدون أن تتحرك الجهة المسؤولة لعمل شيء ما .
إلى أزمة الأعلاف التي لا توجد في الوقت الحالي إلا في مدينة عرعر .
وقريباُ جداً أزمة المسالخ البلدية والتي هي بحد ذاتها تمثل وقتاُ رائعاً يمكن المواطن من قضاء وقته في نقاشات ومعارك حادة للحصول على دور بعد عدة ساعات من الانتظار .
وقريباً ستأتي أزمة السير الخانقة بسبب إصرار الأمانة الترخيص للمحلات التجارية في الشوارع الضيقة بأحياء البلد القديمة وعدم استحداث مجمعات كافية شرق المدينة وغربها .
ولا ننسى كذلك أزمة مغاسل السيارات التي يقضي فيها المواطن يوم كامل ليحصل على غسيل لسيارته بدرجة متدنية والسبب عوائق الاستثمار من أمانة المنطقة حتى أصبح دخل مغاسل السيارات في عرعر يقارن بدخل محلات الذهب .
وهكذا من أزمة إلى أزمة حتى تنتهي العطلة الصيفية وتعود المدارس لفتح أبوابها ويعود كل مسؤول إلى كرسيه ليطلق تصريحاته بأعماله التي قام بها ورقياً .
كل ما نأمله هو خارطة صيفية تشرف عليها إمارة المنطقة وتشمل هذه الخارطة كل الفعاليات الدينية والرياضية والترفيهية والاجتماعية والأدبية موضحاً فيها الجهة المنفذة والوقت والمكان بحيث يراعي فيها التنوع وعدم التداخل في الوقت .
وبعد نهاية الصيف يمكن تقييم عمل كل جهة بدون أن تخرج لنا تبريرات غير منطقية .
ونلقاكم مع صيف أحلى خالي من الأزمات الخدماتية والسياسية .
ودام وطن التوحيد وولاة أمره بحفظ الرحمن .


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com