وعد رباني


وعد رباني


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2638981.html

تحت أقدام الشعب الليبي مخزون هائل من النفط المصنف عالمياً أنه من أجود أنواع النفط ومع هذا فإنه يرزح الآن تحت خط الفقر والاقتتال والتشرذم الداخلي والخارجي .
في العراق بلد الثروات المتعددة كما كنا ندرس , النفط والأنهار واليد العاملة المدربة , بلد النخيل والتمر, نجد المواطن العراقي (المحظوظ) الآن أصبحت أعلى مطالبه استمرار التيار الكهربائي ليوم كامل , أما المواطن العراقي المغلوب على أمره فيعاني التشرد داخل وطنه أو خارجه منتظراً مصيره الأسود إما على يد داعش أو من ميليشيات بلده التي أصبح عددها أكثر من عدد مدن العراق .
في اليمن تم اختطاف بلد كامل من عصابة مدعومة من إيران تحت نظر العالم وتهاون العرب وكأن الأمر لايعنيهم بشيء , مما صعب مهمة التحالف العربي لاحقاً .
في سوريا التي كانت تعد المصيف الأول عربياً ومكاناً واعداُ للصناعات , وصل شعبها المشرد إلى أقصى أوروبا تاركين خلفهم جثث أقاربهم في ظلمات البحار وعلى جنبات الشواطئ , بعد أن أصبحت بلادهم محتلهم عملياً من إيران وروسيا وما بقاء الأسد في الواجهة إلا ذريعة دولية لاستمرار هذا الاحتلال .
ووسط كل هذا العبث الدولي والعبث العربي في بلاد العرب تبقى بلاد الخليج العربي مع الأردن والمغرب ومصر واحة الأمن التي يعول عليها لإعادة الأمور إلى نصابها .
في كل بلدان الفوضى العربية كان الأمر يبدأ بوعود الحرية والخلاص والحياة الكريمة , وكان هذا لا يتأتى حسب الخطة الفوضوية إلا بالتخلص من الحاكم (الطاغية) وليكون فعلاً طاغية في ذهن الشعب تم التركيز على الأخطاء وتضخيمها وإلى ابتكار أخطاء إذا لزم الأمر , وساهم في ذلك الفساد الطبقي والإداري المنتشر في بعض البلدان العربية حينها .
فكانت النتائج فقدان الحرية والحياة الكريمة ولم يقف الأمر عند هذا بل فقد المواطن العربي أساسيات الحياة , فقد مسكنه وأصبح لاجئاً حتى وإن كان داخل بلده , وفقد الأمن والوظيفة والكهرباء والتعليم وفقد الخبز وأحيانا يفقد ماهو أغلى من كل ذلك .
الشرارة الأولى كانت تأتي من وسائل الإعلام وبالذات فيس بوك وتويتر وبمعرفات وهمية تدعي الوطنية والحرص على مصلحة الوطن وتبث أفكارها المسمومة لتحقيق أهداف الفوضى الخلاقة .
وللأسف انطلت الحيلة على كثير من الشعوب العربية فصدقوها كما فعلوا في بداية القرن العشرين فخلال الثورات العربية على الدولة العثمانية وعد العرب بالاستقلال والحرية فكانت مكافأتهم استعمار بلدانهم .
خلال الفترة الماضية انصب الحديث عبر المعرفات المشبوهة عن وضع المملكة الاقتصادي ووصفه بالسيئ والكارثي , بسبب مواقفها من الربيع العربي المزعوم وتدخلها في اليمن وغيرها , وانطلقت المعرفات الخبيثة تشكك بقدرات المملكة ومعها دول التحالف مالياً وعسكرياُ وهذا شيء طبيعي أن يحاول العدو التشكيك بقدراتك في قلب المعركة وعندما تكون التطورات والمجريات في غير صالحه , لكن الغير منطقي أن يُصدق ابن الوطن هذه الترهات والأخبار المغلوطة وينساق خلف شخص وهمي ويسلمه عقله ويأخذ دور حصان طروادة ليمكن العدو من اقتحام أسوار بلاده .
في أزمة الخليج وبعد تحرير الكويت الشقيقة أثيرت نفس المخاوف والإدعاءات حول الوضع المالي للمملكة , وبعد عدة سنوات أصبحت المملكة أكثر قوة مالياً وعسكرياً وسياسياً , وكل هذا بفضل من الله ثم بتماسك الشعب مع القيادة .
حالياً المملكة تملك احتياطي مالي يقارب الثلاثة تريليون ريال وكمية إنتاج نفطي مرتفع ومصادر مختلفة للدخل القومي , كما أنها عادت لقيادة العالم العربي نحو السلام والتنمية , وهذا أكثر ما يغيض الدول المعادية , حتى أن أبواقها تصور إنفاق المملكة للأموال في شراء الأسلحة وتنفيذ البرامج المتطورة على أنه استنزاف للأموال وفي الواقع أنهم خائفون مرعوبون من تزود المملكة بكل وسائل القوة والبقاء , وهم أخر من يحرص على أموال ومقدرات بلادنا .
حتى التحالف العربي لم يسلم من التشكيك والاستهزاء لعلهم ينالون من معنويات شعوب دول التحالف , رغم أن واقع الحال يحدثنا أن اليمن تتحرر يوماً بعد يوم وأن أعداء اليمن يُهزمون كل لحظة وفي كل شبر من الأرض وقريباً سيتم تطهير صنعاء وباقي أجزاء اليمن , ومهما كان عدد شهداء التحالف صغيراً أو كبيراً فهو أمر لابد من حدوثه في كل الحروب .
ومع أن بلادنا حالياً هي في أقوى حالاتها من كل الجوانب وهو ما يؤكده انطلاقها في تنفيذ سياسات داخلية وخارجية ناجحة وبصورة تزعج الأعداء , إلا أننا يجب أن نؤمن أن النصر وعد رباني لمن يتمسك بالتوحيد وفق العقيدة الإسلامية على منهاج أهل السنة والجماعة .
قال تعالى ((يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم))

نايف العميم


5 pings

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com