(العين الثالثة)


(العين الثالثة)


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2643964.html

رغم مضي أسبوعين كاملين على مقالي الخاص بمعاناة مواطن وحيداً داخل سيارة إسعاف بدون مرافق طبي وبدون أكسجين وتعرضه للخطر المميت أو الإصابة بإعاقة دائمة لولا رحمة الله , بعد هذه المدة الطويلة لم تكلف مديرية الشؤون الصحية بالحدود الشمالية نفسها وخاصة قسم العلاقات العامة والإعلام بإصدار بيان يوضح الحقيقة أياً كانت حتى إذا كانت تنفي الحادثة من أساسها .
كنا نتمنى أن تتحلى مديرية الشؤون الصحية بالشجاعة الكافية وتنفذ توجيهات ولاة الأمر بضرورة التعاون مع ما يطرح في وسائل الإعلام من مشاكل وهموم تمس حياة المواطن , ونحن في نهاية الأمر مع الحقيقة حتى إذا كانت تخالف ما أتينا به , فالحقيقة سيدة الجميع ولابد لها أن تُحترم .
وقبل ثلاثة شهور وجهت استفساراً إلى أمانة الحدود الشمالية عن قيامها بإعادة تزيين التقاطع أسفل الجسر الدولي لم يمض على إنشاءه وتشجيره إلا مدة بسيطة .
الآن لا يهمنا معرفة السبب في هدر الأموال مرتين لأنه على مايبدو من الأسرار التي تضر أمن الوطن لو تم مجرد التلميح بها , بل المهم أن نعرف السبب في الإصرار على هدر الأرواح , فعمليات التجميل والأرضية الخضراء والأعلام الضخمة وأشجار النخيل الباسقة والإضاءة الخلابة كلها تدخل سائق السيارة في جو بديع من الخيال الحالم وفجأة تؤدي به إلى المصيدة حيث أن أمانة الحدود الشمالية اهتمت بالمظهر الخارجي ونسيت مشكلة تصريف المياه , حيث تتجمع المياه أسفل التقاطع مما يعطي السائق عدة خيارات أحلاها مر , فإما التهدئة التامة ليصطدم به السائق الذي خلفه , وإما الانحراف السريع والدخول الغير نظامي على المسار الأخر وإما الدخول في المياه على سرعته ليجرب قدرته على الإبحار وتفادي الانقلاب .
فعلاُ إنه شيء يدعو للعجب عندما تُصرف الملايين على تجميل المكان بينما لا يخصص جزء بسيط منها على تصميم وتنفيذ تصريف فعال للمياه ينقذ ويؤمن حياة المواطنين , وكأن لسان حالهم يقول : لا يهمنا أن تتعرض لحادث , المهم أن تكون سعيداً أثناء الحادث .
هذان مثالان على كيفية تعامل معظم الإدارات الحكومية في الحدود الشمالية مع هموم المواطن ومطالبه .
طريقة التعامل مغلفة بالإقصاء واللامبالاة وتعمد التجاهل وعدم الرد لكي لا تكشف الحقائق .
وكلنا أمل في سمو الأمير مشعل أن يضع كل الإدارات الحكومية في المنطقة أمام مسؤوليتها الإعلامية بحيث تتجاوب مع مشاكل المواطن بكل شفافية وصدق .
فالمسؤول المخلص في عمله هو من يتعامل مع الصحافة كعين ثالثة له وليست عين تراقبه .
الغريب جداً أن السلبية التي تمارسها هذه الإدارات تحاول إلصاقها بالجانب الصحفي , بينما الحقيقة أن الجانب السلبي هو من يتغافل عن أخطاء إدارته وموظفيها ولا يلقي أي اهتمام لمعاناة ومآسي المواطنين .
حتى أن بعض الإدارات تقوم بالرد على وسائل الإعلام عبر معرفات وهمية تشكك القراء بحقيقة المشكلة بدلاً من التحلي بالشجاعة والرد بشكل رسمي وموضوعي , وهي بهذا العمل تؤطر للفساد وتبني له مزيداً من الخطوط الدفاعية .
ومع أنني مع حرية الصحافة في طرح مشاكل وهموم المواطن وخصوصاً ما يواجهه من نقص أو سوء في الخدمات أو حتى مناقشة القضايا التي تهم المجتمع وتسهم في توعيته , ولكن ينبغي معرفة أنه توجد خطوط حمراء ينبغي لأي صحفي محترف أو غير محترف أن لا يتجاوزها ومنها احترام خصوصية الأسرة وعدم نشر أي أخبار مسيئة عنها من شأنه تأجيج الخلافات الأسرية .
فنشر أخبار الخلافات بين الزوجين فيه انتهاك لكثير من المبادئ والقيم الإسلامية والأخلاقية وهو تدخل لا يقبله الإنسان على نفسه فلماذا يقبله على غيره , كما أنه قد يقضي على أي فرصة للتوفيق بينهما والأخير يكفي لوحده أن يكون سبباً لعدم نشر أخبار الخلافات التي تحدث بين الزوجين .


2 pings

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com